جاءت استقالة وزير الحرب الإسرائيلي أفغدور ليبرمان، وذلك احتجاجا على ما جرى من التوصل إلى تهدئة مع حركة حماس، لا سيما بعد موجة من التصعيد استمرت يومين في جبهة الجنوب، والتي استطاعت حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة من فرض شروطها وذلك من خلال بقاء معادلة الاشتباك ثابتة، لكن حركة حماس تعتبر استقالة ليبرمان بمثابة انتصار سياسي حققته هي مع الفصائل الفلسطينية، وذلك بعد أن تمكّنت من الرّدّ على التصعيد الإسرائيلي الأخير، وعملية خانيونس، التي تمكنت قوة من قوات النّخبة الإسرائيلية من الدخول إلى عمق خانيونس إنما كانت الشرارة، التي جعلت حركة حماس تردّ على تمادي إسرائيل في اعتداءها، لا سيما في ظل الحديث، الذي كان يجري منذ فترة عن صفقة تهدئة لمدة عامين وباشرت جهات إقليمية في بلورتها، لكن إسرائيل خلطت الأوراق بعملية خانيونس، التي فشلت إسرائيل في تنفيذ تلك العملية، وذلك بعد اكتشاف قوة الكوماندوس من قبل رجالات القسام.
لا شك بأن إن استقالة ليبرمان تأتي في ظل الخلافات التي عصفت في المجلس الوزاري حول التوصل إلى تهدئة بعد التصعيد الأخير، ما يعكس حالة التخبط في الكابينيت الإسرائيلي في التعامل مع غزة، فليبرمان لم يريد التوصل إلى تهدئة، وإنما أراد الاستمرار في التصعيد، معتقدا بأنه بردّه العنيف على الفصائل الفلسطينية بأنه سيلجمها، لكن رئيس وزرائه وافق على التهدئة بعد تدخل مصر، ما أدى إلى تفاقم الخلافات بينه وبين ليبرمان، الذي قدم استقالته، وهذه الاستقالة إنما تعتبر بمثابة انتصار سياسي كما تراه حركة حماس من خلال معادلة القصف بالقصف..
عطا الله شاهين