اعتبرت مركزية عباس أن احياء الذكرى 14 لرحيل الخالد ياسر عرفات في قطاع غزة يوم الثلاثاء القادم عمل مشبوه، واضافت في بيان صادر عنها الأحد 18 نوفمبر 2018 أن القائمين على إحياء هذه الذكرى هم من اصحاب العقل الإنقلابي ويحاولون الحاق القضية الفلسطينية وقرارها الوطني المستقل بأجندات لا تمت بصلة للمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني إلخ البيان الصادر، بيان انفعالي جداً يحمل اتهامات وينفي صلة مركزية عباس بالنشاط الذي يجري التحضير له!
رغم أن اصلاحي حركة فتح يقوم بإحياء الذكرى كل عام في أكثر من مكان، غزة وغيرها من مناطق تواجد الفلسطينيين وسط محاولات التشويش المعتادة التي يمارسها غوغاء تبدّلت أولوياتهم وامتلأت صدورهم بالضغينة على كل حراك وطني يفتح نافذة أمل أمام ابناء الشعب الفلسطيني، إلّا أن صدور بيان يحمل اسم اللجنة المركزية لحركة فتح يهاجم ويتهم بهذه الطريقة يكشف مقدار الهوان الذي وصلت إليه جماعة ضلّت الطريق وتحاول أن تضع الجميع على طريق الضلال الوطني بعد معركة مشرفة خاضتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كشفت عورات السلطة ورئيسها وأشارت بقوّة إلى خيار الفلسطينيين الذي يوحدهم ويظهر قوتهم ويستعيد الوجه المشرق لثورتهم التي تقطع رجل الإحتلال ومعها البسطار الذي عاش تحته رئيس السلطة وفريق التدليس المحيط به.
راهنت مركزية عباس على موت غزة وانكسارها وتحالفت مع الشاباك الإسرائيلي من اجل انجاح هذا الرهان، فسقط الرهان على الموت لتصعقهم غزة بقدرتها الفائقة على الحياة وصناعة المجد، ومحبتها الكبيرة لقادتها الشجعان ورموز الوطنية فيها وعلى رأس هؤلاء القادة الخالد أبو عمار الذي تتبارى لإحياء ذكرى استشهاده كافة مناطق قطاع غزة وساحات الشتات بما يليق مع عظمة هذا الرجل الذي كانت كوفيته سفير ثورة طافت كل أرجاء الكون تشرح قضية شعب سلب وطنه ومصمم على الحرية والإستقلال.
كعادتها غزة تسير ومعها كل الأحرار في الضفة والقدس والشتات، ستحيي ذكرى اغتيال أبو عمار بحشد يليق برمز الثورة الفلسطينية وتقول لمركزية عباس يا جبل ما هزّك الريح ولا نال منك بيان الصغار، سيخرج الناس زرافات يواصلون طريق المجد ويحملون مشاعل المستقبل القادم رغم كل الظلام، لا العقوبات ترهب المناضلين ولا الحرب وبيانات المرجفين الصغار، انتظروا المحاكمة.
بقلم: محمد أبو مهادي