نتنياهو ...ودور الزعيم الفاشل !!

بقلم: وفيق زنداح

ليس من السهل التسليم بأن نتنياهو سينهي ائتلافه الحكومي من خلال ضربة قاضية .....يمكن أن توجه اليه باستقاله ليبرمان وما يمكن أن يحرك مطامع وطموح بنت وشاكيد وكحلون .... والذي كان للفتاني بنت رأيا بعدم الانسحاب من الحكومة .....وأنه سيبقي مع نتنياهو طالما سيعمل الاخير على زيادة قوة الردع الاسرائيلية ..... وفي هذا اشارة واضحة لحقيقة النوايا التي تجمع هؤلاء القتلة في ظل ائتلاف حاكم يري في دماء الفلسطينيين ما يمكن أن يغذي وجودهم ....واستمرار حكمهم حتى نهاية ولاية هذه الحكومة..... وحتى جذب القاعدة الانتخابية اليمينية واليمينية المتطرفة وادخالها بالسباق الانتخابي قبل موعده .
نتنياهو يري بانهاء الائتلاف مسألة غير مستوعبة .....وغير مرضية...... وهو يتماشي مع المزاج الشعبي لدولة الكيان والذي يعتبر ضرورة اعادة قوة الردع الاسرائيلية ..... وتعديل موازين القوي ..... بما يحفظ لاسرائيل قوة ردعها وحسمها لأي معركة قادمة .
استمرار تحالف قوي اليمين واليمين المتطرف كان مخرجا طبيعيا لاستمرار عمل الحكومة التي يترأسها نتنياهو والتي تمهد الطريق لاستكمال عمرها ...... ومن ثم تهيئة الاجواء الانتخابية لما بعد نهاية ولاية هذه الحكومة .
نتنياهو يعتبر أن الاقدام على انهاء الائتلاف ضربة غير محسوبة...... وأن ما جري الاتفاق عليه مؤخرا سوف يشكل عامل قوة .....وليس عامل ضعف .....وأن المحافظة على الائتلاف كما المحافظة على نتائج ما يتمني من الانتخابات القادمة .
كما يعتبر نتنياهو أن انهاء الائتلاف والدعوة الي انتخابات مبكرة نهاية وضعف لقوي اليمين ومؤثرا سلبيا على الامن الاسرائيلي ...... وكما يقال أن الابقاء على الحكومة الحالية ضمانة للأمن الاسرائيلي ......وأن الانتخابات ستجري بموعدها المقرر ما بعد عام وليس قبل ذلك .
نتنياهو يحاول بكل جهده وما امتلك من سمات وصفات وفكر سياسي في اضاعة الوقت والتلاعب بالالفاظ........ حتى يعيد تمكنه من ترأس الحكومة كما ترأس وزارة الحرب وبالتالي يجد المعالجة الممكنة في ظل معادلة الائتلاف القائم ......على اعتبار أن نتنياهو يعتبر أن خطوة اسقاط الحكومة سيسبب أضرارا بالامن الاسرائيلي ......وبهذا حاول نتنياهو أن يصدر الامن على السياسة ..... مما جعل أطراف الائتلاف بحالة استكانة وقبول .
نتنياهو الذي يريد ان يأخذ دور الزعيم التاريخي فشل فشلا ذريعا...... حتى وان كان قد حافظ على ائتلافه الحكومي وتولي وزارة الحرب والتي ستضعه أمام اشكاليات عديدة سيكون هو في مواجهتها .... وفي حسابها الانتخابي القادم سيكون الدافع لثمنها .
نتنياهو يقف بمنتصف الطريق...... فلا هو يقبل بإجراء انتخابات مبكرة ...... كما لا يقبل بالتنازل عن وزارة الحرب .....وكأنه يريد أن يقول بأن الملف السياسي كما الملف الامني بيده ....وبامكانه أن يحركهم في الوقت الذي يراه مناسبا وممكنا ...... وهذا ما يشكل الدور الأخطر والاصعب والذي قد يجد فيه نتنياهو نفسه أمام خيارات صعبة بنتائجها..... سواء على ائتلافه أو على حزب الليكود...... أو حتى على نتائج الانتخابات القادمة التي لن توفر له ما يحلم برؤيته في ظل تحديات قائمة وقادمة .
نتنياهو يحاول ان يتلاعب بالوقت الضائع وعلى حساب الدم الفلسطيني وذلك لانقاذ نفسه وحكومته ......وحتي يحمي نفسه من ملفات الفساد وتقديم لائحة الاتهام .
الخارطة الحزبية الداخلية الاسرائيلية محكومة بعوامل وأسباب قد يراها البعض .....وقد لا يراها البعض الأخر ولكنها بالمجمل تعبر عن مشاحنات سياسية لمصالح متضاربة .....ولعصابات مافيا تجتمع على الامن ......وتفترق بالاقتصاد..... وقد لا تلتقي بالسياسة .
هذا المشهد السياسي الاسرائيلي وما يطرأ عليه من تحولات يمينية متطرفة داخل المجتمع الاسرائيلي يدخلنا الي مساحة الحذر الشديد ....... والعمل المشترك لاتخاذ خطوات ضرورية على طريق انهاء الانقسام واتمام المصالحة ......وتمكين الحكومة بالقطاع وعودة السلطة الوطنية وانهاء كافة اشكال الانقسام .....وما ترتب عليه من نتائج وحتى تكون الطريق ممهدة وسالكة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمهد لانتخابات رئاسية وتشريعية .
لقد كان في تصريح الرئيس محمود عباس بأن الطريق أصبحت ممهدة لانهاء الانقسام ...وفي هذا التوقيت الحساس ...ما يمكن البناء عليه والدفع به ....بجهود الاشقاء المصريين الذين يبذلون جهودا كبيرة من أجل دفع عجلة المصالحة ..... وتثبيت التهدئة وفق مراحلها المتفق عليها .
طريق المصالحة وبسط السلطة الوطنية لسيطرتها وولايتها السياسية والقانونية والامنية سيقطع الطريق على أي امكانية لما يجول بخاطر وعقل نتنياهو..... الذي يتعاطي مع ملف القطاع من منطلق الانتقام..... نتيجة لما حدث بحكومته..... وما واجهة على صعيد الشارع الاسرائيلي وما يمكن أن يواجهة ما قبل انتهاء ولاية حكومته .....وحتى ما يمكن أن يطرأ من نتائج الانتخابات القادمة .
نتنياهو يحلم بأن يكون زعيما كما بن غوريون .......لكنه يجد نفسه بحالة انهيار وتراجع وازدواجية .... قد تخرجه عن نطاقه بأكثر مما يتصور ......وبأكثر مما نتصور ....والايام والأشهر القادمة سنري ما يمكن أن يحدث .
الكاتب : وفيق زنداح