يبدو بأن اتفاق إدلب بات على وشك الانهيار في ظل استمرار الخروقات من الجماعات المتشددة، والتي لم توافق على هذا الاتفاق منذ البداية، ويمكن القول بأن مصير هذا الاتفاق هو الفشل، ولكن على الرغم مما يحدث من تصعيد من قبل الجماعات المتشددة في ريف إدلب، إلا أن موسكو ترى فيه على الأقل في هذه المرحلة حلّا أمثلا، وذلك من موازنة العلاقة بين أنقرة ودمشق في مقابل أن هذا الاتفاق يمنح موسكو المزيد من الوقت لمواجهة الإدارة الأمريكية، لا سيما من هجومها السياسي المتعلق بالأزمة السورية بشكل عام.
فكما نرى بأن اتفاق إدلب ما زال متعثرا، لا سيما حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في ظل الحديث عن جولة أخرى من مباحثات أستانا التي ستعقد في 28 نوفمبر الجاري وذلك من أجل مباحثات أزمة تعثر اتفاق إدلب، للوصول إلى تسوية سلمية للأزمة السورية، ورغم أن أنقرة بذلت جهودا من أجل إنجاح اتفاق إدلب، إلا أن عقبات حالت دون تطبيقه بسبب رفض هيئة تحرير الشام المسيطرة على محافظة إدلب لهذا الاتفاق، والذي على ما يبدو بات على وشك السقوط بسبب ما يتعرض له من خروقات من شأنها أن تؤدي في النهاية ربما إلى سيناريو آخر، ولا يستبعد احتمال عودة السيناريو العسكري لمواجهة الجماعات المتشددة، فأزمة إدلب معقدة، وتحتاج إلى مباحثات أخرى من أجل تسوية سلمية، ولكن إذا ظلت أزمة إدلب قائمة، فإن إدلب ربما ستكون قريبة من معركة قادمة في ظل استمرار التعثر في الوصول إلى تسوية..
بقلم/ عطا الله شاهين