لم ولن يفهم الكثيرين، معنى أن يمشي اللاجىء الفلسطيني في سوريا وأسرته وأطفاله في نكبته الثانية مئات الكيلومترات على سكة حديد في أصقاع القارة الأوربية كي لا تُضيّع الطريق، في بلادٍ يجهل كل ما فيها ...!.
وسيقول له هؤلاء العابثين والموتورين من المتحاملين على فلسطينيي سوريا، إن رجلاً يابانياً مشى مسافة أربعين ألف كيلو متراً في رحلة حول العالم على قدميه، وإن عجوزا يابانية هي الأخرى تسلقت قمة إفرست، فلماذا لم تتعلموا قوة الإرادة من اليابانيين مثلا...
وللأسف وفي حملة التحريض على فلسطينيي سوريا في مسارات المقتلة السورية، عاد الموتورين ومن خلال صفحات التواصل الإجتماعي وغيرها، ليطرحوا على الفلسطينيون سؤال النكبة الأولى، لماذا تركتم فلسطين، بل ويَكتُب بعضهم، وبكل فجورٍ واسفاف، لماذا بَعتُم فلسطين ..؟
سؤال التحريض الصارخ في معمعان الأزمة، حيث تناسى أصحابه أن فلسطينيي سوريا من أبناء هذا الوطن وترابه وهواءه ومياهه، هذا الوطن المُقتطعة فلسطين منه.
كما تناسوا أنَّ حوالي خمسمائة قرية في فلسطين المحتلة عام 1948 مُسحت عن وجه الأرض وصودرت، ولكثير منها مجازرها ومقابرها الجماعية، وبئرها التي رُدِمت على الأحياء ...!.
بقلم/ علي بدوان