فيروز نهر العذوبة وقيثارة الشرق

بقلم: شاكر فريد حسن

فيروز صاحبة الصوت الملائكي المخملي الدافىء الرقراق، ونهر العذوبة، سفيرتنا إلى الكواكب والنجوم، الراهبة الجميلة في محراب الفن والغناء الأصل، وقيثارة الشرق التي لا نمل الأستماع إلى أغنياتها مهما تكررت.

هذه الأرزة اللبنانية الباسقة، والأيقونة النادرة، التي تشجينا وتطربنا كل صباح بما يشبه الأحلام،  وصاحبة الموشحات والاسكتشات والتراث الفولكلوري والشاميات والعتابا والميجاتا والدبكة والحوارات المغناة واللوحات الطربية السريعة والتراتيل والأناشيد الكنسية، التي ستبقى تستهوينا وهي تغني لعروس المدائن والعودة ولبيروت والشام، وكم تهتز مشاعرنا وهي تشدو من أشعار سعيد عقل:

مر بي يا واعدا وعدا مثل النسمة من بردى

تحمل العمر تبدده، آه ما أطيبه من بددا..

فيروز الفنانة المتميزة والمميزة الراقية، عرفت كيف تختار أغانيها، وكيف ترفد ثقافتنا  الفنية والغناء العربي بالدرر واللآلىء، فاستجلت عذابات الحب ومرارات الشوق واللوعة وحرقة العشاق والمهجرين والمبعدين عن أوطانهم.

فيروز الانسانة العظيمة أضاءت أمس الشمعة ال ٨٣ من عمرها المديد الطافح بالغناء الجميل العذب الشجي، وكم نحن سعداء وتحن نراها في هذا السمو والمجد والعنفوان.

فألف ألف مبارك لفيروزتنا، وأدامها الله بكامل صحتها وعافيتها، والعمر الطويل لها لتبقى تتحفنا بما هو  راقٍ وأصيل من الغناء في زمن الرداءة والخلاعة وعصر أغاني الجسد.

وستظلين أيتها الفيروز الزمردة بصوتك المخملي الجميل العذب الذي فاح شذاه في كل أنحاء المعمورة.

بقلم/ شاكر فريد حسن