دون ادنى شك .. ومهما كانت الاقاويل لمن لا يريدون للقاهرة مكانتها العظيمة ... ونجاح دورها الاقليمي والعالمي ... والذي يحظى بالاحترام والتقدير نتيجة لمواقفها المتوازنة والصائبة والتي تعتبر الاقرب لمصالح المنطقة وشعوبها وبما يخدم ويعزز الامن الاقليمي والدولي في ظل تحديات الارهاب التكفيري ... وما يواجه الشعوب من تحديات التنمية ومعالجة الازمات الحادثة نتيجة الفقر والجهل والتدخلات الخارجية التي لا تتوقف لاحداث الازمات الداخلية وخلق الصراعات دون مبررات او اهداف الا احداث المزيد من الازمات والكوارث .
القاهرة ومساعيها المستمرة لانها ملف الانقسام الفلسطيني منذ قرار تكليفها من الجامعة العربية باعتبارها الاقدر والاقرب والاكثر تأثيرا وحضورا ... بل الاكثر ثقة حول ايجاد المخارج .... والتي تعمل وفق سياسة ثابتة ... لا تعتمد الانحياز ... كما لا تعتمد التدخل .... كما لا تعتمد فرض الحلول ... بقدر ما تساعد على بناء القناعات وتحديد الخطوات التي تمكن من الوصول الى النتائج المطلوبة .
مصر تترك للاطراف الفلسطينية منذ بداية جولات الحوار ما بعد الانقلاب الاسود بيونيو 2007 وما حدث نتيجة ذلك من وقوع (بالفخ) الذي تم اعداده باحكام والوقوع بشركه وخيوطه حتى وصلنا الى مرحلة اللحظة التاريخية ... لحظة الحقيقة الساطعة ... والتي لم يعد بمقدور أحدد الدفاع او خلق المبررات وتسويقها او تبييض تاريخ أسود سيبقى عارا يلاحقنا .
ما حدث في يونيو 2007 وباختلاف القناعات ومهما تعددت الافكار والايدلوجيات والسياسات ... تأكد للجميع ان ما حدث يشكل ضررا بالغا ومؤلما بالقضية الوطنية وبالمشروع الوطني ... وان ما حدث قد زاد من الازمات والهموم والاعباء .. وزاد من امكانية الاعداء لتمرير مخططاتهم .
واقع الانقسام فتح شهية الاعداء في دولة الكيان بحروبها المتعددة ... كما فتح شهية واشنطن بما تخطط له وبما قامت على تنفيذه حتى الان مما يسمى بصفقة القرن .
ما يجري بوضح النهار وليس بعتمة الليل .. وما يحلو لهم .. وما يريدون تنفيذه بما يخدم مصالحهم واجنداتهم الخاصة ... لم يكن بالامكان ان يجري لولا حالة الانقسام ونتائجها الوخيمة ... وارضيتها التي تساعد على تفتيت الجهود واثارة النعرات ... ونشر الشائعات وصناعة الازمات .
ما يقال اليوم .. قيل قبل اثنى عشر عاما وليس هناك من جديد يمكن ان يضاف الا هذا الكم الهائل من الازمات الطاحنة ... والتراجعات وبكافة الاتجاهات وعلى كافة المستويات ... أي اننا امام حالة تراجع قد لا يراها البعض وقد يراها البعض الاخر ... لكنها بالمجمل حالة من الاختلاف والضعف والازمات والتي تهدد الوطن والقضية والشعب .... وما محاولة التخفيف وايجاد سياسة الترقيع ... وتجزئة الحلول ... الا محاولة تعبر عن ضعف وليس قوة .. عن تراجع وليس تقدم .
الاهم بالنسبة لنا بما يحدم مصالحنا العليا وما ينهي هذه الصفحة السوداء وما يزيل تبعات ونتائج انقسام اسود صنع بداخلنا من الازمات الكثير والتي قد يراها البعض وقد يتغاضى عنها البعض الاخر .
مصلحة الوطن ووحدته وانهاء هذا الانقسام الملعون والمدمر اولوية وطنية وعربية ودولية .. ومسألة ضرورية لمعالجة الكثير من الازمات القائمة وحتى القادمة بقعل المخلصين والاوفياء والحريصين من ابناء شعبنا وقواه السياسية .... ومن جهود مصرية مباركة وصبر وجلد مصري نشهد به ونقر ونعترف بأن مصر قد تحملت ما لا يحتمل ... وانها لا زالت على صبرها وسياستها الهادئة والداعمة لاتمام ملف المصالحة واظهار نتائجه العملية بأسرع وقت ممكن .
القاهرة بكل عروبتها ... قوميتها ... فعلها وسياستها وحضورها الدائم تدرك تماما مهامها ودورها وما يوجهها من مصاعب ... وما يجب عليها فعله والقيام به .
مصر توحد القضايا وتعمل بصبر وثبات على انهاء كافة الملفات وعدم ترك حالة الفراغ ومنع أي تدخل لاصحاب المصالح والاجندات الخاصة ... لادراك القاهرة ان ساحة الانقسام فيها اطراف عديدة يلعبون على ارضها ... ولاجندات متعددة ولمصالح ضيقة .. وهي تعتمد على حكمة ووعي القوى الاساسية بالساحة الفلسطينية والتي عليها واجبات ومسؤوليات بالمساعدة والمساهمة في اتمام ملف المصالحة .
حماس بالقاهرة ... وبعد غد فتح والجهاد الاسلامي على طريق الحضور الفلسطيني لإتمام المصالحة وانهاء الانقسام وطي هذه الصفحة السوداء والى الابد واستخلاص العبر والدروس المستفادة من تجربة مريرة لا زالت ازماتها قائمة وتوابعها تثقل علينا حياتنا وتهدد مشروعنا الوطني .
القاهرة تؤكد على الدوام حرصها ... وقدرتها على الانجاز واتمام الملفات بصورة هادئة وبعيدا عن الضجيج والصخب الاعلامي ... وهي تعتمد بسياستها على مصالح الفلسطينيين والامن القومي العربي وما يجب على الجميع فعله دون تأخير .
ولانها القاهرة ستبقى قادرة والاقدر على ان تؤكد حرصها ودورها ومكانتها والمسؤوليات التي تقع على عاتقها تامل بهذه الجولة ان تكون القوى الفلسطينية بقدر مسؤولياتها الوطنية والتاريخية وان تنهي حالة التردد والتخوفات المصطنعة والمطالب التي تزيد عن حدها والتي يمكن ان يكون بالامكان تطبيقها في مراحل قادمة ....وليس في هذا الوقت العصيب والتهديد القادم وحتى القائم بالميدان وبحلبة السياسة .
بقلم/ وفيق زنداح