في الوقت الذي تتعرض فيه قضيتنا الفلسطينية لمؤامرة تصفيتها عبر ما تسمى إعلاميا بصفقة القرن نرى دولا عربية وإسلامية تطبع علاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ولم يعد يخفى على أحد بأن الكثير من دول الخليج كما بتنا نرى في الآونة الأخيرة راحت تطبّع علاقاتها مع دولة الاحتلال، على الرغم من امتعاض ورفض الفلسطينيين، الذين يرون بأن هذا ليس وقتا مناسبا للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لأن القضية الفلسطينية على ما يبدو يحاك ضدها مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال سعي الولايات المتحدة من تنفيذ صفقة القرن ..
يعلم الجميع بأن التطبيع في السابق بين بعض الدول العربية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي كان يجري بالسّرّ، لكن اليوم نراه على العلن من خلال استقبال للوفود الإسرائيلية إن كانت وفودا ثقافية أو رياضية أو سياسية، ولهذا فالفلسطينيون يتساءلون لماذا بات التطبيع على أشده، رغم أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في اعتداءاته على الفلسطينيين من خلال تكثيفه للاستيطان في الضفة الغربية والقدس، واعتقالات الاحتلال ما زالت متواصلة على اللفلسطينيين من هدم للبيوت الفلسطينية وصولا إلى تهويد القدس المستمر؟
لا شك بأن حمى التطبيع بين دولة الاحتلال مع الدول العربية إنما يعتبر ضربة للفلسطينيين، ومن هنا لا يمكن أن تظل قضيتنا رهنا بالتطبيع أولا دون أي حلّ عادل للشعب الفلسطيني وذلك من خلال سعي المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ومن هنا يتسءل الفلسطينيون هل التطبيع هو جزء من صفقة القرن، التي أُجلت للعام المقبل؟.
بقلم/ عطا الله شاهين