فتوى المساواة في الميراث: اختراق حدود الله جهارا

بقلم: رأفت الميقاتي

 أتحفنا أحد المتفيهقين ممن يصف نفسه بأستاذ الفقه المقارن في مصر  بتأييده صراحة  الخروج على آيات المواريث في القرآن الكريم ، ومباركته خطوة الحكومة التونسية لجهة المساواة بين الذكر والأنثى في الأنصبة الإرثية داعيا مصر الى الاقتداء بتونس ولو بعد حين، زاعما أن الميراث حق لا واجب، وأن ذلك أكثر رحمة وأن الزمان تطور  وأن على الفقيه أن يتطور في فتواه ، وبذلك أثبت بجدارة  أنه أستاذ الفسق المقارن، وأستاذ الجرأة في الفتوى والتقول على الله تعالى ، فباسم الفقه نقض الشريعة  ،وباسم الحق نقض الواجب ، وباسم المساواة  والتراحم نقض العدل في التقاسم ،وقد خاب من حمل ظلما وعليه أن يجيب على ثلاثة أسئلة :
١- تفسير قوله تعالى (يوصيكم الله في أولادكم) من الآية ١١في سورة النساء
 وقوله تعالى (وصية من الله)من الآية ١٢في سورة النساء
٢- قوله  تعالى(فريضة من الله) من الآية١١في سورة النساء
٣- قوله تعالى في عقب آيتَي المواريث  (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم . ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) الآيتان ١٣و١٤ من سورة النساء
وحبذا أن يذاكر   مقرر الوجيز في الميراث المقرر عليه في المعاهد الأزهرية ليتذكر معنى علم الفرائض

ثم هل بلغ ذاك المتفيهق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه يرد عليه (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ) وفيه (وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت) صححه الترمذي والحاكم وابن حبان
فلا خلط بين رحمته المزعومة في فتواه الماجنة وبين الفرائض المفروضة بالوحي الالهي إلزاما لا اختيارا ،  وقطعا لا ظنا ، وإجماعا لا وهما ، وعدلا لا هوى
حمى الله الأزهر الشريف ممن أضله الله على علم وممن يحرف الكلم من بعد مواضعه
وبارك بالعلماء الربانيين الحافظين لحدود الله المنكرين على أصحاب الضلالات شراءهم بدين الله ثمنا قليلا
(ومن نكث فإنما ينكث على نفسه)


أ.د. رأفت محمد رشيد الميقاتي

رئيس جامعة طرابلس لبنان
العميد الأسبق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية

الأحد ١٦ربيع الأنور ١٤٤٠للهجرة الشريفة