أنا وأنتِ والصّمتُ والعتمة

بقلم: عطاالله شاهين

رغم الهمسات الصاخبة من شفتي امرأة قابلتها أول مرة في حلمٍ مجنون، حينما تهتُ ذات دهرٍ بعيد في كوكب أزرق، وتجمّدت هناك من برْد مختلف عن البرْدِ هنا، فكلما أجلس في العتمة مجبرا، لأن الكهرباء مقطوعة منذ زمن عني بسبب نسياني الأهبل لدفعِ فاتورة التيار، وبتّ أعيش في عتمة مجنونة.. فحين أجلس في زاوية غرفتي، وعلى سريري الخشبي المصنوع من خشب الزان ذاك السرير الذي يحسدونني عليه زملائي في العمل كلما يأتوا لزيارتي وقتما أكون مريضا من انفلوانزا عادية، ويقولون ما أروع هذا السرير رغم أنه سرير عادي! فعلى السرير أتمدد كل ليلة وأسأل ذاتي لماذا هذا الصمت منكِ؟ فأنا وأنت والصمت والعتمة نظلّ عاجزين عن خلق جوٍّ صاخبٍ، فحين تدنين مني أشعر بتيار كهربي يلسعني ويضيء كل أفكاري، وأبيت هيمانا في حبكِ، رغم أنني أستيقظ في كل صباحٍ، وأعلم بأنه حلمٌ أراكِ فيه.. فهناك فقط أنا وأنت والصمت والعتمة وأدرك بأنني أعيش في حُلْمٍ مجنون يطغي عليه صمتُ امرأةٍ وعتمة مجنونة، وحضن دافئ وهمسات صامتة ونفس امرأة يدفئّني من برْد مجنونٍ..

بقلم/ عطا الله شاهين