يوم التضامن العالمي ... فمتى سيكون يوم الوحدة الداخلية !!!!

بقلم: وفيق زنداح

التاسع والعشرين من شهر نوفمبر ومنذ العام 77 تحتفل الامم المتحدة باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وهو ذاته التاريخ من العام 47 من القرن الماضي الذي أصدرت فيه الامم المتحدة قرارها رقم 181 الخاص بالتقسيم ... والذي أسس لقيام دولة الكيان ... ولا زالت الحقوق الفلسطينية مسلوبة ... كما لا زال الشعب الفلسطيني يعيش الهجرة والتشرد في مخيمات الشتات واللجوء .
يوم التضامن العالمي وان كان يشكل موقفا امميا داعما ومساندا لقضيتنا الفلسطينية .. الا ان هذا الموقف الاممي لا زال بحاجة الي الكثير من الخطوات العملية والقرارات الاممية التي تلزم هذا الكيان الاسرائيلي بالانصياع والالتزام بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحقه المشروع بتقرير مصيره واقامة دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران 67 .
الخارطة السياسية الدولية تزداد بتعقيدات مشهدها ومحاورها وتحالفاتها والتي تزيد من الازمة ولا تخفف منها ولا تساعد على اتخاذ الخطوات العملية والملزمة لهذا الكيان الغاصب والعنصري والذي يمارس الارهاب بكافة اشكاله وبدعم أمريكي مطلق ... وبمخططات امريكية يجري العمل على تنفيذها على الواقع الفلسطيني كما الواقع العربي والاقليمي .
أمام هذا المشهد السياسي الاقليمي والدولي ... وامام لحظة تاريخية تم الاقرار فيها بالتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ... نكون بأسوأ احوالنا في ظل انقسامنا وفي ظل عدم مسؤوليتنا ... وحتى عدم ادراكنا لما يخطط ويدبر ونتعامل وفق قاعدة الزمن المفتوح دون ادراك وحساب لما يجري ضد حقوقنا ومصالحنا الوطنية العليا .
هذه الحالة الفلسطينية المأساوية والتي تعبر عن حالة انقسامية تشتت الجهود والطاقات وتجعل منا لقمة سائغة أمام عدو مجرم وأمام دعم امريكي غير مسبوق وفي ظل صفقة يجري طبخها وفرضها على الاقليم لصالح اسرائيل وامنها واقتصادها ووجودها وسيطرتها .
مرارة الواقع والمآسي الحادثة وحالة عدم المسؤولية في ظل المماطلة والتسويف وما يجري من مناكفات وتجاذبات يثير لدينا الغضب الشديد ... والالم الكبير وربما التساؤلات الجارحة برغم موضوعيتها وحسابها الوطني ان ما يجري ليس وطنيا ... وليس مقبولا ويتعارض كليا مع حقوقنا وتطلعاتنا والاماني والاهداف التي ضحى ويضحي شعبنا من اجلها ولا نعرف لمصلحة من ؟! لكن ما يجري وما نسمع ونشاهد يصب بخانة الاعداء واحداث التراجع بداخلنا ... ولا يصب بالمطلق لصالحنا ودعم قضيتنا فلماذا كل هذا ؟! والى متى سنبقى نجلد ذاتنا ونحدث التراجع بقضيتنا ؟!
اسئلة عديدة لا زالت تطرح في كل مناسبة وبكافة لحظات ومناسبات التضامن معنا ونحن نعيش اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ... ولا زلنا نفتقر للتضامن بيننا ونحاول ايقاع الاذى بداخلنا ... وحتى قتل الآمال وفي هذا سياسة هدم للاماني والطموحات وجلد وتنكر لتاريخ طويل وتضحيات لا زالت قائمة بدماء أبناء شعبنا وارواحهم الطاهرة ... ولا زال اصحاب الامر والقرار يعيشون الترف الفكري والانتظار الطويل لحسابات خاصة ولمنظور فصائلي ضيق .. وتركوا الوطن واهله في أتون عاصفة جارفة تقتلع يوما بعد يوم الكثير مما كنا نفاخر به ونعتز بوجوده ... وسيبقى السؤال الى متى ؟! والى اين ؟!
الكاتب : وفيق زنداح