حُلْمٌ عالق على حائط غرفةٍ رطبة

بقلم: عطاالله شاهين

على الرغم من إصراري على عدم السّماح لحُلْمٍ يظل يراودني منذ زمن، كلما أذهب للنوْم على سريري الخشبي في غرفةٍ رطبةٍ، فبتّ أهرب كل ليلة من نومي إلى استيقاظي المجنون، لكي لا أحلمُ بحلمٍ أراه عالقا على حائط غرفتي الرطبة، فعلى الحائط الباهت أرى هناك صورة لامرأة أعجبتْ بها ذات زمنٍ، لكنها هاجرتْ إلى بلد بعيد، لأنها ملت من الحربِ المستعرة في بلدها، تقول لي في الحلْمِ، رغم أنني أكون مستيقظا: أحبُّ وطني، وسأعود ذات يومٍ، بعدما تنتهي الحربُ هناك، فقلت لها: أنت كل ليلة تقولين نفس الكلام، فأعلمكَ بأن الحربَ في بلدكِ تدمر كل شيء، فلا أظن بأنك ستعودين قريبا المرأة على الحائط تظل تكرر لي ذات الاسطوانة، فذاك الحُلْم ما زال عالقاً على حائطِ غرفة رطبةٍ وجدت نفسي فيها منذ أنْ ولدت هناك، وبقيتُ لوحدي فيها بعدما تركني الجميع، فعلى سريري الخشبي، الذي اشتريته بالتقسيط أظلُّ مستيقظاً من حلْمٍ يزعجني في كل ليلة، رغم أنني أراني متألما لبعد تلك المرأة عني، فهي التي وقعتُ في حُبّها ذات زمنٍ، فالحُلْمُ العالق يظل عذابي، لأنه يجعلني توّاقا لعناقِ تلك المرأة، التي أحبّتني بجنونٍ ..

عطا الله شاهين