الاضراب النسائي الأول في البلاد احتجاجًا على العنف وقتل النساء

بقلم: شاكر فريد حسن

تشهد البلاد اليوم اضرابًا واسع النطاق، احتجاجًا على اهمال السلطات للعنف وجرائم القتل المتواصلة بحق النساء، في ظل استفحال هذه الظاهرة البغيضة، الذي بادرت اليه أكثر من ٥٠ جمعية نسوية في اطار تحالف أسمته " الخط الاحمر ".

ويأتي هذا الاضراب بعد سلسلة من الفعاليات والنشاطات الكفاحية والوقفات على المفارق وتظاهرات رفع الشعارات المطالبة بالقضاء على العنف بحق النساء خاصة، والعنف بكل أشكاله في المجتمع، وأعمال القتل المستمرة التي تزداد شراسة، وبلغت ذروتها في الوحشية والبربرية والسادية بقتل الشابة ابنة السادسة عشرة من قرية الجش الجليلية يارا أيوب.

وقد أعلن العديد من رؤساء ومديري الشركات والسلطات المحلية عن دعمهم لهذا الاضراب النسائي، الذي يعتبر الأول من نوعه في البلاد.

وفي حقيقة الأمر ان مقتل الفتاتين يارا أيوب وسيلفانا تسيغاي هي الشرارة لانطلاق هذا الحراك النسوي والشعبي العام، حيث بلغ السيل الزبى.

مطالب الاضراب واضحة، وهو رفض العنف، والاحتجاج على اهمال وتجاهل السلطات الرسمية المسؤولة في المواجهة الفاعلة الجادة لهذه الجرائم، وهو في الوقت نفسه دعوة للتثقيف حول حقوق المرأة ومساواتها، وتعميق روح وثقافة التسامح في المجتمع.

إن الاضراب هو رد ضروري على وضع سياسي اجتماعي يسمح باستمرار وتصاعد الجرائم ضد المراة تحت ذرائع شتى وخلفيات مختلفة ومتعددة منها ما يسمى ب " شرف العائلة " و " العادات والتقاليد "، وهذه المواجهة ليست مسؤولية النساء لوحدهن، بل هي مسؤولية كل قطاعات وشرائح وفئات مجتمعنا.

إننا إذ نبارك ونؤيد الاضراب النسائي، نشد على أيدي النساء وكل الناشطات النسوية والجمعيات التي بادرت اليه، وهو خطوة على الدرب الصحيح والطريق الطويل في مواجهة العنف والقتل المستشري في مجتمعنا العربي وفي البلاد عامة، ومعالجة الأسباب والجذور الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ذات الصلة.

بقلم/ شاكر فريد حسن