نتنياهو... وخدعة الهروب من الجنوب الى الشمال !!!!

بقلم: وفيق زنداح

قال رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ان الجيش الاسرائيلي اطلق عملية اسماها الدرع الشمالي لكشف انفاق من اسماهم الارهابيين في لبنان !!!! ... واعرب نتنياهو عن فخره بقيادة جيشه ومقاتليه في تنفيذ العمليات المعقدة !!! والنجاحات العملية في المراحل الاولى !!! وان أي شخص يحاول ان يلحق الضرر بدولة اسرائيل سيدفع الثمن باهظا !!!

وتابع نتنياهو القول ان علينا ان نعمل على حد زعمه بحزم ومسؤولية على جميع الجبهات في وقت واحد !!! لضمان امن اسرائيل على حد زعمه !!!

المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي يتحدث على ان العملية على طول الحدود الشمالية لازالة تهديد الانفاق على حد زعمه !!! متحدثا على ان الساعات القليلة القادمة ستعلن عن اكتشافات جديدة !!! .

لبيرمان وزير الحرب المستقيل .... قال انه لا توجد حاجة ملحة للتعامل مع انفاق الشمال ... على اعتبار ان جبهة الجنوب اهم واكثر خطورة ويجب التعامل معها اولا !!! بينما بعض وزراء الكابينت الاسرائيلي تحدثوا ان نتنياهو يحاول تصوير وضع دراماتيكي غير موجود .

فهل نتنياهو يسير بطريق الهروب من الجنوب الى الشمال ؟؟؟!

وهل يتحرك الى الشمال والفعل المخطط صوب الجنوب ؟؟؟!

وهل ما يجري بالشمال في اطار العمليات العادية كما يجري بالجنوب ؟؟؟! .

وهل نتنياهو بحالته السياسية والائتلافية وبأوضاعه القانونية وما يوجه له من اتهامات قادر على اتخاذ قرار المواجهة مع حزب الله ؟؟؟!

وهل الاسهل والايسر على نتنياهو ان يأخذ قرار الحرب على حزب الله وبدعم اكبر .... مما يمكن ان يتخذه ضد جبهة الجنوب وعلى قاعدة ان قرار الحرب ضد ايران وحلفاءها في لبنان سيجدوا قبولا اكبر ؟؟؟!

ام ان ما يجري سيبقى في اطار التحرك بالشمال لاجل توجيه ضربة بالجنوب ؟؟؟!

كل ما سبق من تساؤلات يمكن ان يكون واردة بحسابات نتنياهو .... وعلى اعتبار انه جريح وقابل للمزيد من التوحش .... ولا يريد ان ينهي ولايته بهزيمة ساحقة ... ويحاول الابقاء على اقل الخسائر بحالة السكون .... حتى دون تحقيق انتصار حقيقي ... ويعتبره الافضل والانسب من حالة حرب قد تكلف ثمنا باهظا ... وستكون نتائجها على الاقل لجنة تحقيق تضاف الى لجان التحقيق .... وفي نهايتها توصيات بحبس المتهم نتنياهو بتهم الفساد والتقصير وعدم القدرة على الحساب السياسي والامني ..... كونه رئيس الحكومة ووزير الحرب .

هناك فروقات ما بين جبهة الجنوب وجبهة الشمال ... في الجنوب ارض فلسطينية جزء من اراضي السلطة الوطنية والمساعي لاجل تحقيق دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية وعلى ارض غزة قوى مقاومة تدافع عن نفسها وعن شعبها وتعمل على قاعدة الهدوء مقابل الهدوء ....والمساعي الجارية لتحقيق التهدئة وفق الجهود الجارية والقبول بقاعدة التهدئة مقابل التهدئة ... وعلى عكس النوايا الاسرائيلية ومحاولتها لتوتير الاوضاع لاعتبارات عديدة لها علاقة بنتنياهو ائتلافه الحكومي وحملته الانتخابية التي تسبق موعدها المقرر وارضاء قوى اليمين واليمين المتطرف وسكان غلاف غزة وكافة المستوطنين والذين جزءا هاما من قاعدته الانتخابية .

جبهة الشمال حزب الله جزء من النظام السياسي اللبناني بمعنى ان الحزب وبرغم قوته العسكرية المدعومة من ايران وطائفته كأحد مكونات الدستور اللبناني والنظام السياسي لا يجد لنفسه فائدة يمكن ان تعود عليه من حرب ... او توتير للاوضاع .. بينما الجانب الاسرائيلي يجد بقرار الحرب على حزب الله اكثر دعما وتأييدا .... وكأنه قرار حرب ضد ايران ولكن على الارض اللبنانية .... وقد تكون عملية الدرع الشمالي تمهيدا هندسيا لاكتشاف ا لانفاق والتي قد تؤدي بنهاية المطاف الى ضربات انتقائية لمراكز صواريخ ومصانع ... يجري الحديث عنها على الارض اللبنانية وعلى الاقل فان اسرائيل تسعى الى توجيه قوة ردع دون حرب .... وايصال رسالة قوية دون مواجهة عملية لطهران .... كما للضاحية الجنوبية وقيادة حزب الله .

جزب الله اللبناني لا يمكن له المجازفة بمخاطر حرب لا عائد له فيها في ظل وجود الكثير من قواته على الارض السورية لمواجهة الجماعات الارهابية .... وفي ظل الملف السوري الذي لا زال مفتوحا ولم يحسم بعد .... ولم يتم اغلاقه مع ما تحقق من انتصارات للجيش العربي السوري وحلفاءه الا ان بعض الجبهات داخل الارض السورية لا زالت مفتوحة .

نتنياهو بحالته السياسية والقانونية ليس مرتاحا لامكانية اتخاذ قرار حرب ضد حزب الله لكن الامر بالنسبة له بخضع لمجريات الاحداث وتطورها .

من هنا فالقرار بالمواجهة والحرب العدوانية هو قرار اسرائيلي .... وستبقى جبهة الجنوب كما جبهة الشمال بحالة الدفاع عن النفس .... وبإمكان نتنياهو اذا ما اراد المجازفة والمخاطرة ان يأخذ قرار الحرب .... لكنه بالنتيجة النهائية سيكون هو اكثر الدافعين للثمن .... مع كل ما يمكن ان تكون عليه مثل هذه الحرب من مأسي وكوارث انسانية نأمل ان لا تكون .

بقلم/ وفيق زنداح