الفشل الامريكي الاسرائيلي ... ولكن !!!!

بقلم: وفيق زنداح

كما كان متوقعا ومحسوبا بعلم السياسة والعلاقات الدبلوماسية .... وتراكمات ونقاط الكسب السياسي الفلسطيني بفعل مجموعة من العوامل والعلاقات والتحركات التي قادتها منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس والسلطة الوطنية من خلال وزارة الخارجية والمغتربين وبعثة منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها السفير رياض منصور وبدعم المجموعة العربية والاسلامية وكافة احرار العالم المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .
فشل امريكي .... وبذات الوقت فشل اسرائيلي ..... بادانة الشعب الفلسطيني وحقه المشروع بمقاومة المحتل بكافة الاشكال والوسائل من خلال فشل مشروع ادانة حماس والجهاد الاسلامي وكافة قوى المقاومة الفلسطينية .... وبالتالي فشل محاولة امريكية لادانة الشعب الفلسطيني وحقه المشروع بمواصلة مسيرة نضاله التحرري من اجل الحرية والاستقلال .
أي ان الهدف من وراء طرح المشروع الامريكي وادانة التاريخ المقاوم للشعب الفلسطيني المستمر بنضاله ومقاومته حتى زوال الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال .
لا يمكن لامريكا واسرائيل ادانة مشروع تحرري مقاوم بوسائله التي كفلتها المواثيق والشرائع الدولية والتي اعطت للشعوب الحق الكامل بمقاومة المحتل .
لا تستطيع امريكا بكل قوتها وغطرستها وانحيازها الكامل لاسرائيل ان تغير في مفهوم العالم حول حق الشعوب .... او ان تحدث التغيير في مواثيق واعراف الامم المتحدة والتي تعطي الحق بمقاومة المحتل بكافة الوسائل .
امريكا واسرائيل وسعيهم لادانة المقاومة الفلسطينية ... وفي ذات الوقت مساعيهم لاجل تنفيذ ما يطبخ عبر الادارة الامريكية من مشروع صفقة لا تتعدى ما شاهدنا واستمعنا اليه عبر المبعوث الامريكي غرينبلات وكوشنير حول مشاريع هلامية لا تتعدى مشروع نتنياهو والليكود حول مشروع الحل الاقتصادي وعلى اكثر تقدير دولة متقطعة الاوصال (كانتونات) لا حدود ولا سيادة لها ..... ولا الامن تحت طائلة مسؤولياتها ... دولة اكثر من حكم ذاتي ... واقل من دولة مستقلة ذات سيادة .
ما يخطط لنا على الارض .... كما كان وسيكون عبر التخطيط من خلال المنابر والمؤتمرات واللقاءات وليس اخرها مشروع القرار الامريكي ... وما يخطط لا يتوقف عند فشل انجاح المشروع الامريكي بالتصويت أمام الامم المتحدة .... بل ان مساعيهم الدائمة لاحداث الشرخ ما بين ابناء الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية ... والتلاعب بنا على قاعدة التصنيف ... والتقسيم والمسميات ما بين معتدل ومتطرف ... ما بين متنازل ومفرط ... وما بين مقبول ومرفوض .. مسميات وتصنيفات تحاول ان تزرع الشكوك بداخلنا وان تفتت جهودنا وان تجعلنا بحالة انقسام دائم .
وها نحن اليوم يجب ان نقرأ جيدا موقف الوحدة الفلسطينية وموقف القيادة الفلسطينية ... وموقف المؤسسات الشرعية للشعب الفلسطيني ممثلة بمنظمة التحرير والسلطة الوطنية ومن خلال الرئاسة وما شكله الموقف الوحدوي من انجاح للجهود وافشال المشروع الامريكي وهذا ما يجب ان يكون دليلا قاطعا ومشروعا وطنيا وحدويا لا يجب التنازل عنه تحت أي اسباب او ذرائع او مبررات .... وان نعي الدرس والتجربة المتراكمة وليس اخرها افشال المشروع الامريكي ... ان وحدنتا سر قوتنا وبقاءنا ومدى قدرتنا على الانجاز والثبات والانتصار .
سياسة امريكية اسرائيلية فاشلة منذ زمن طويل وليس اليوم .... وما حدث بالجمعية العامة للامم المتحدة والذي يشكل رسالة فشل اضافية للامريكي والاسرائيلي.
المشهد بحالة الصراع وما يجري اسرائيليا من عدوان وحصار ... قتل وتدمير .. استيطان وتهويد واستمرار تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني بالقدس والخان الاحمر ومجمل اراضي المحافظات الشمالية كما يجري بالمحافظات الجنوبية .
سياسة عدوانية اسرائيلية واحدة لا تفرق ما بين فلسطيني واخر ... ولا تفرق ما بين حماس وفتح والجهاد والجبهة وغيرهم .
ما جرى من فشل امريكي اسرائيلي يجب ان يوقظ لدينا قوة كامنة لمخزون وطني كبير نتجاهله بحسابات فصائلية ضيقة ... ونعمل على تقزيمها واهدار الكثير من قوتها في مسارات لا طائل منها .... ولا جدوى يبنى عليها .
وحدتنا حالة وطنية نضالية يجب ان تكون متيقظة ومستمرة وقائمة ولا تنفصل عن قضايا الشعب وتطلعاته الوطنية .
الوحدة قيمة كبرى تعززت بفعل نضالات شعب عبر سنوات طويلة لا يجب القبول باضاعتها في اتون انقسام اسود ومصالح ضيقة .
الوحدة والتي تجسدت بفعل مسيرة نضال طويل وعنوان الشرعية الوطنية الفلسطينية والمتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد لا يجوز اعاقتها او انقاص دورها او الالتفاف عليها .
الوحدة لا يجب ان تستخدم بالتكتيكات والمناسبات والمهرجانات لكنها وحدة وطنية فلسطينية ستبقى استيراتيجية ثابتة وقائمة ولا يستطيع احد الاستغناء عنها او تجاهلها او القفز عنها .
استخلاصات التجربة وما حدث من فشل امريكي لادانة حماس والمقاومة وما تجلى من موقف فلسطيني وحدوي تجسد بموقف القيادة الفلسطينية وحركة فتح كبرى فصائل العمل الوطني دليل قاطع ... واشارة واضحة يجب التقاطها في لحظة الفرحة بالوحدة كما فرحة افشال المشروع الامريكي الاسرائيلي .... فهل سنفعل ؟؟؟
الكاتب : وفيق زنداح