يقترب عام 2018 من نهايته، والأزمة السورية لم تنته بعد، رغم لقاءات أستانا المتكررة بين الأطراف الرعية لمسار أستانا، وبين المعارضة السورية والنظام السوري، ولكن كما نرى تهدد واشنطن بإنهاء مسار أستانا، الذي ترعاه موسكو لإيجاد حلّ للأزمة السورية، رغم أن لقاءات أستانا تعتبر لقاءات مهمة بين الأطراف، على الرغم من اجتماعات أستانا الأخيرة، والتي فشلت في التوصل إلى تشكل لجنة الدستور السوري، ولم يتم إحراز تقدم، وتبقى قضية إدلب العالقة عنوانا للأزمة، من جراء تعنت الجماعات المسلحة الرافضة لاتفاق سوتشي، رغم جهود أنقرة، التي بذلتها في محاولة إقناع تلك الجماعات بضرورة تنفيذ اتفاق سوتشي، والذي كان من المفروض بحسب بنود اتفاق سوتشي بأن يؤدّي لخروج كافة الجماعات المسلحة من المنطقة العازلة حول إدلب، لكن مواعيد تنفيذ الاتفاق انتهت، ولا يلوح في الأفق أي حلّ سياسي لإدلب، ولم يتم حتى في لقاءات أستانا الأخيرة أي منفذ سياسي للوصول إلى تسوية في ظلّ تعنت الجماعات المسلحة الرافضة لاتفاق إدلب أمثال تنظيم حراس الدين، وهيئة تحرير الشام، والحزب الإسلامي التركستاني الموالي لتنظيم القاعدة، فأنقرة رغم محاولاتها في أقناع تلك الجماعات بضرورة تنفيذ اتفاق سوتشي، إلا أنها تحاول عقد قمة أخرى بشأن إدلب، لإنقاذ اتفاق سوتشي، لكن روسيا يبدو غير متحمسة لعقد قمة بشأن إدلب، لأن موسكو تعتقد بضرورة استكمال تنفيذ الاتفاقيات، التي تم التوصل إليها سابقاً، ولهذا تبقى الأزمة السورية، رغم أن الأزمة تبدو قريبة من نهايتها، لكن لا مؤشرات على قرب انتهائها في ظل أزمة إدلب.
عطا الله شاهين