ضاع الولد والسلام
كان حلمه الوطن
كبر وترعرع الأمل
ماصدق كل إلي حصل
هرب وترك إلنا البلد
قال أي مكان يحميني
غير أني أكون شاهد زور
أو صامت علي جرائم الكون
قلت أصبر وهيك حال الشعب
كفر بوجهي وبكى من القهر
دموعه كانت الأصدق من الحكم
يوم ما يبكي الحر ينزف الدم
آه من الأرض لو تنطق وتصرخ
لكفرت بكل فصيل واسم ملوث
هيك صار التفكير لاجيال اليوم
يا مين يسمع يا مين يصدق
بس ما في حد راح يشوف ولا يشعر
ولا كلمة فينا تعبر عن حرقة القلب
كيف نلوم الزمن واحنا تجار البشر
بعناهم بالرخيص واشترينا الذمم
باع كل ما يملك وهاجر لبعيد
فقير وشو بده يكون عنده ليبيع المسكين
سألته من جديد ليش كل هذا
قال صعب تعرف كيف الظلم يكون
صرخت بوجه أنا هذه المرة
قلت له عن الظلم لا تحاكيني
وانت يا بني بعدك صغير
ما حصل معك كان قليل
استغرب وظهرت الدهشة
توقف هنا في هذه المحطة
هل عندك صبر وّأذن تسمع
هز الرأس والخجل بان
قبل الحديث اعتذر
قال أعلم كل ما عشته
وما جنيته من روحك
منذ كنت طفل صغير
سمعت عنك الكثير
لكن الحكاية تثير
أريد أن أعرف الحقيقة
لماذا تحملت كل هذا وحدك
لم أستطع الرد ولا الإجابة
قلت كي أحميك قبل أن تولد
الوطن لي هو أنت وهو ونحن
عبر كل جيل ننتظره يبقى لنا
غضبنا مثلك وفكرنا بالرحيل
حاولنا وفشلنا بعد المرار الثقيل
لكنها التجربة علمتني معنى اليقين
ولا أنكر بأن الكثير قالوا عن حلمي جنون
رغم ما أعيشه من ألم أحلم صدقا في التحرير
وكما رحلت سوف تعود يوما وتحقق هدفك هنا معنا
الغربة هناك أبشع وإن كانت فيها الحياة أجمل
بقلم كرم الشبطي