هل تظاهرات لابسي السترات الصفراء ستسقط ماكرون؟

بقلم: عطاالله شاهين

إن من رأى حجم الاحتجاجات في فرنسا، وتحديدا في باريس، وفي أشهر شوارعها الشانزليزيه من قبل لابسي السترات الصفراء، والتي تعكس مزاجا شعبيا فرنسيا رافضا لسياسات ماكرون، فمحتجو السترات الصفراء يطالبون بخفض الضرائب ورفع الحد الأدنى للأجور وتحسين مزايا التقاعد، لكن احتجاجات السبت، والتي أحرق فيها المتظاهرون السيارات وحطموا واجهات للمحلات، فإن الوضع العامّ في فرنسا نتيجة ما وصلت إليه الأزمة من انزلاق في الشارع الباريسي إنما يدرك كل من رأى تلك المشاهد حجم وعمق الأزمة، التي باتت تعيشها فرنسا، وما يحدث في الشارع الفرنسي من احتجاجات شعبية على سياسة الحكومة الفرنسية الغالب عليها التكنوقراطية، والتي لا تعرف حقيقة مشاكل الناس من خلال نظرتها الفوقية، إنما تجعل الأزمة في فرنسا تتفاقم، وذلك من خلال ما انحدرت إليه الأمور في ظل أزمة تمر بها البلاد، بعدما انزلقت الأمور نحو هذا الدرك في بلد أوروبي كما يُعرف عن فرنسا بأنها دولة ديمقراطية، ودستورها يكفل حقّ التظاهر والاحتجاج، لكن ما نرى من احتجاجات يقابلها قمع بوليسي، ربما ينذر بأزمة طويلة، لكن هل هذه الاحتجاجات من لابسي السترات الصفراء ستسقط حكم ماكرون، فالإجابة تبدو غير واضحة، إلا إذا استجابت الحكومة إلى مطالب المحتجين فعندها يمكن أن تهدأ الأمور في فرنسا وتنتهي أزمة تعصف بها..

عطا الله شاهين