لم يكن يعلم ذاك الرّجُل الذي وقعَ في حُبِّ امرأة بأنه سيجدُها امرأةً جاهلة في كلّ شيء، حتى أنه وجدها لا تفهم لماذا يتواقح الرّجال في تقبيلِ النساء، فحين كان يتحدث معها عن الحُبِّ، كانت تقول له: لا أفهم كلمة حب، هل تعني التصاقك المجنون لي بأنه هو الحُبِّ؟ فبعد لقاءاتٍ عدة أدرك الرّجُل بأنها امرأة جاهلة في كل شيء، وهو لا يريد أن يعلّمها أي شيء في الحُبِّ، فقالت له ذات مساءٍ: علّمني كيف أُحبُّكَ، فأنا امرأة جاهلة.. فأنتَ ترى أين أعيش، فأنا هنا في بيئة متخلفة، ولا أدري ما معنى الحُبّ ولا تثيرني همساتكَ، لأنني لا أفهم ماذا تعني همساتكَ، فقال لها: رغم أنك امرأة جاهلة إلا أنّ شيئا يشدّني إليكِ، ولكن أعذريني لا وقت عندي لتعليمك الحُبّ، وذات يوم وتحت جنح الظلام فرّ من بيتها، وهاتفها بعد أسبوعين، وقال لها: فررتُ من جهلكِ، لا أريد أن أظل مع امرأة صامتة وجاهلة، فكل الجهل رأيته على وجهكِ، فقالت له: اعتقدتُ بأنكَ ستعلمني الحُبّ يوما، فضحك الرّجل وقال لها: وهل وظيفتي أن أُعلّمكِ الحُبّ، ففراري من عندكِ أروع خطوة أتّخذها في حياتي، أتمنى لكِ كلّ الجهل يا امرأة الجهل سأتمرّد على الشيء الذي يشدّني إليكِ، لا أريد امرأةً جاهلة وأغلقَ الهاتف في وجهِها ...
بقلم/ عطا الله شاهين