قيل، رواية الحياة، الحية، والحقة، ومشوارها الطويل، هي التي تَخرُجُ منها بغير الحالةِ التي دَخَلَتَ فيها. والأروع حين تُغيّرك نحو الأحسن من محطة الى محطة ...
هي الرواية في بدايات العمل الوطني، التي جعلتني لا أعرف المراهقة في حياتي، ولم أعش فصولها كحال الفتيان والشبان في عمري في حينها، فالعمل السياسي والوطني، وحلم اليسار ونبل أهدافه، والعمل الوطني عامة، أخذني بعيداً عن كُلِ هذا، مُعتبراً أن كل شيء مؤجل في سياق الأهداف التي يُفترض بأننا نسير نحوها، فكانت السياسة وتفاصيلها اليومية، والعمل الوطني عامة، يُشكّلان الهاجس الذي كنت أنام وأصحو عليه، خاصة بعد التزامي في العمل الوطني بجوانبه المختلفة : التنظيمي والإعلامي وحتى العسكري، وتفرغي الكامل له في صفوف الــ (....) ولم أكن في حينها أتعدى عتبة سن السابعة عشر من عمري ... ولسان حالي يقول : جميل أن يكون لك قلب أنت صاحبه، والأجمل أن يكون لك وطناً أنت قلبه..
لم تنل الأيام والتجارب من ثوبي ولا من قلبي أو عقلي .... وعاد اخضرار القلب، فبقيت ومازالت مؤمناً بأن الدروب قد تضيق بنا، أو لاتضيق، لكن لابد سنقطع الطريق ... وعلى قدر حلمنا تتسع الأرض، وتبقى الأبواب مشرّعة لأحلام مشروعة، والأمل بربٍ كريم.
بقلم/ علي بدوان