صحيح ان قطر بلد عربي يقدم لنا المساعدات ويساهم بالعديد من مشاريع الاعمار ... ويقوم على تمويل رواتب موظفي حركة حماس بقيمة 15 مليون دولار شهريا .... وتقديم ما يقارب 10 ملايين دولار لدعم خط توليد الكهرباء والسولار ... والصحيح ايضا اننا بحالة اختناق وازمات متفاقمة لا تعد ولا تحصى ... وان ما تقدمه قطر خاصة لقطاع غزة وتحديدا لحركة حماس يعتبر مساعدة لإيجاد المخارج للازمات القائمة ... لكنه بذات الوقت ترسيخ وتجذير لانقسام قائم يضر بقضيتنا ومشروعنا الوطني وبكافة الاتجاهات .
أي ان المساعدة ومحاولة الاخراج من الازمات هي بالحقيقة تعميق لها لكنها تخفيف مصطنع ليس مبنيا على اسس يمكن البناء عليها وتطويرها .
أي ان قطر وفي اطار مهامها الموكلة واداء الدور المرسوم لها لتحقيق الاهداف المخططة وفق دورها تعمل على استغلال اوضاعنا بصورة سلبية .
تعرف قطر كما غيرها اننا لا نمتلك امكانية الرفض في ظل البديل الغائب ... بل اكثر من ذلك تعرف ان حالة الانقسام وما تولد من ازمات يحتاج الى مساعدات تتعدى الحدود حتى وان كانت الى درجة المخالفة لأصول السياسة والدبلوماسية والعلاقات ما بين الدول ..... والعنوان الذي يجب الحديث معه باعتباره صاحب القرار والشرعية بقول كلمة الفصل ... في أي امر له علاقة بكل فلسطيني اينما حل واينما تواجد على الارض الفلسطينية .
ولنأخذ الامور من اساسها القانوني السياسي والدبلوماسي وما يحكم منظومة العلاقات ما بين الدول والشعوب وشرعية ما يحكم التصرفات والتي لا يجوز تجاوزها او التناقض معها .
قطر دولة عربية بإمكانها ان تقدم المساعدات عبر المنظومة العربية وقرارات القمم العربية وعبر العلاقات الثنائية الرسمية والشرعية ... الا ان ما يحدث بواقع الامر من خلال هذه الامارة التي لها من العلاقات المميزة مع تركيا والتنظيم الدولي للاخوان ومع حركة حماس ... وبالمقابل علاقات متميزة مع اسرائيل وامريكا وهنا تكمن المشكلة ... وبيت القصيد في الدور المناط بهذه الامارة والتي تلعب دورا اكبر منها ... لتحقيق اهداف وغايات لدول كبرى .
ما يميز الدور القطري والذي تم اكتسابه بما يناط به .... من دور وسياسة مبرمجة داخل المنطقة ... وتجربة السنوات الماضية والتي قامت بها قطر في ظل ما يسمى بثورات الربيع والتي شهدت العديد من التقلبات داخل بعض الساحات العربية وما نتج من تشكل مجموعات الارهاب التكفيري والتي احدثت حالة عدم الاستقرار في المنطقة مما وضع هذه الامارة القطرية بشبهات وادانة واضحة من دول مجلس التعاون الخليجي ومن مصر وحتى ليبيا .
قطر هذه الدويلة الصغيرة والتي يرسم لها من السياسات والخطط بأكبر من حجمها وبما لها من الامكانيات المالية والتي تستخدمها في الحضور واعلاء الكلمة والتدخل بما ليس مسموحا به استغلالا لظروف قاهرة واستثنائية وطارئة .
محاولة التلاعب بنا واستغلال ظروفنا وحتى امكانية القبول بما ليس مسموحا به من تدخل قطري خارج الاصول المتبعة بالعلاقات ما بين الدول .... يؤكد على ان هذه الامارة تعمل وفق مخططا مرسوما لها وسياسات تعرف الى اين تريد الوصول .
ما يتحدث به السفير القطري استخفاف بعقولنا ..... ومحاولة للالتفاف على حقوقنا وتدخل سافر غير مقبول بالشؤون الداخلية للسلطة الوطنية وللشعب الفلسطيني .... وان اي امر يمكن الحديث عنه او طرحه يجب ان يكون عبر بوابة الشرعية الفلسطينية وليس من خلال هذا السفير الذي يعطي لنفسه الحق في القول والتصريح خارج اصول مهمته .
فالحديث عن الطلب بإنشاء مطار في غزة يربط مع مطار الدوحة لتسهيل السفر وبإشراف قطري اسرائيلي لا يمكن ان يكون مقبولا.... مثل هذا التدخل غير المبرر وغير اللائق بالسياسة والدبلوماسية ولا حتى بالأعراف والعلاقات ما بين الدول .
اذا كانت قطر تقدم المساعدات وتستغل الظروف التي نعيشها في ظل الانقسام فهذا لا يعطيها الحق ولا المبرر المسموح به بطرح مشاريع وافكار في ظل سلطة شرعية وقيادة رسمية لها الحق في طرح ما تريد وما يخدم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .... وحتى يعلم السفير القطري وهو يعلم ان هناك مطار في غزة اسمه مطار الشهيد ياسر عرفات وقد تم هدمه من قبل قوات الاحتلال بالامكان اعادة بناءه وتشغيله في ظل اوضاع انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة وعودة السلطة وتمكين الحكومة .... كما ان هناك قد تم وضع حجر الاساس لافتتاح ميناء غزة قام به الرئيس الشهيد ياسر عرفات وبرفقة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك
اي اننا لدينا ما نقول .... و نحتاج لكل من يريد تقديم المساعدة دون التدخل بالشؤون الداخلية .... نحترم كافة المساعدات وكافة الدول التي تقدم لش.....عبنا ولقضيتنا .... لكننا لا نقبل التدخل بشؤوننا الداخلية تحت شعار المساعدات الانسانية لاننا نمتلك المعرفة والخبرة والدراية للفصل ما بين السياسي والانساني ..... وما بين مواقف الاخوة والصداقة ومواقف المصالح والاجندات الخاصة .
الكاتب / وفيق زنداح