للمخرج والسيناريست: نصري حجاج
الفيلم حائز على جائزة الزيتون الذهبية لأفضل فيلم روائي قصير في مهرجان القدس الدولي
المنتج : كورت ماير .. النمسا
السينما هي :- الجمال ، المعرفة ، الامتاع والتغيير ..
يقول فيلم العصفور:-
العبودية هي تجريد الإنسان من المعرفة وحشوه بمفردات عقيمة، تغذيها سلطة القمع وينفذها أدعياء الثقافة والحديث عن المفاهيم الإنسانية وعن الحريات، مجرد وهم، لن يؤتي ثماره.. فالمثقف المهزوم ،لن يغير سلوك مواطن مذبوح ، مادام الطرفان ،يقبعون في زنزانة الموت ومساحة فضائهم قفص ..
ملخص فكرة الفيلم :- يحكي الفيلم عن أم أسيرة تقوم بدورها الفنانة " ريم علي " التي أنجبت طفلتها داخل المعتقل .. تقوم بدورها الطفلة "بيسان محمد" الأم تعرضت خلال أسرها للاضطهاد النفسي والجسدي، يظهر ذلك من خلال حديثها مع السجين الذي أقحمه السجان إلى زنزانتها ليحكي قصة لطفلتها ، يمثل دور السجين الفنان " حسن مراد " تفقد الأم مع مرور الوقت احساسها بالزمن ، فلا تستطيع تحديد كم عدد السنين التي أمضتها في الاعتقال ،إن كانت ثماني سنوات أو أكثر.. فالسجن جردها من المعرفة وصادر حواسها ، كما أثر على طفلتها وحسر معرفتها بمفردات بسيطة عن الأعداد ، مازالت تكررها بشكل متعثر
نشاهد في الجانب الآخر السجان والذي يقوم بدوره الفنان " سعد الغفري " وهو يجر سجين منهك رث الثياب ،وضعه المأساوي يأخذك إلى عصور العبودية ، يوبخ السجان السجين ، يشتمه بألفاظ نابية ثم يضعه في زنزانة المرأة .. يتضح من حوار الرجل مع الأم السجينة ، ضعف الرجل، واستسلامه وانسياقه لتنفيذ الأوامر، ليعلم الطفلة التي ترمز للمستقبل بعض المفاهيم عن الحرية.. يدور صراع بين الأم والسجين لتحمي نفسها وطفلتها من المتطفلين وأساليبهم الخبثة، خشية من تعرضها وطفلتها للأذى الجسدي والمعنوي ، فيصارحها بالإيحاء أنه كلف من السجان ، أن يحكي قصة للطفلة عن الحرية ، ترفض الأم محاولته المستميتة ، لتعليم طفلتها، فيتوسل لها ويخاطبها برقة بلفظ يا أختي ، فتسخر من هذه المفردات العقيمة ومن الكذب والنفاق فكلمة أختي ، فقدت معناها في زمن الاستبداد ثم تنهره ليخرج من زنزانتها فيوحي لها بعينيه من خلال نظرة على الباب المغلق ،أنه لا يملك حق القرار، وبأسلوب مهذب وصوت حنون يسألها عن اسم ابنتها ، فتقول له "بيسان" يلاطف المثقف الطفلة ويبتسم لها ،تشعر الأم بالطمأنينة وبطيبة الرجل وأنهم جميعا ضحايا سلطة القمع ، توحي الأم لابنتها أن تصغي لحكايته
يروي السجين قصة العصفور الملون ، فتسأله الطفلة ببراءة .. ماذا يعني عصفور؟ وهي التي لم تره يوماً ، فيشعر بالخيبة لعدم قدرته على توصيل فكرته ، فيكرر المحاولة ويسرد حكاية أخرى عن الشمس ، فتعود الطفلة وتسأله ما هي الشمس ؟ يشعر بالانهزام ويسبح في بحر الصمت إلا أن يأتي سجانه ويكيل له الشتائم والتوبيخ ،يسخر منه ومن ثقافته ويحمله المسؤولية المطلقة عما حدث من جهل للصغيرة ، ليبرئ نفسه من جرائمه ..
يتلخص الخطاب العام للفيلم :- المثقف الخانع مادام يؤمن بعبوديته لن يستطيع التحليق وستبقى أفكاره ميتة ، ويؤكد هذا المضمون سؤال الطفلة لأمها عن السجين من هو وإجابة الأم:- هو لا شيء ، سيختفي الآن .
فيلم العصفور، سيمفونية بصرية متكاملة ، تمطر الكون حياة ،عمل إبداعي صادم ، يمنحك مساحات من التفكير والتساؤلات.. يخاطب المثقف الحقيقي ويقول له : أين أنت ؟ وما هو دورك في رحلتك القصيرة على هذه الأرض .
كما يصفع أدعياء الثقافة و يصارحهم بخيباتهم ويبشرهم أنهم يصعدون دوماً إلى الهاوية ، ويحاصرهم بضعفهم ليبصروا قبحهم في مرآة الشعوب.. محاولة يائسة من المخرج ، ليحرك الماء الراكد ويهز مشاعرهم الجامدة في زمن الانحدار.. يشخص المخرج العبقري نصري حجاج حالة المثقف العربي وما وصل إليه وكيف أصبح آلة عاجزة لن تنجب إلا فراغ، مهرج يحمل مفردات فارغة غير قادرة على التغيير ما دام عبدا للسلطة وللخوف، ويستمرئ عيشة الذل وينام بين الكهوف لن ينجب يوماً إلا أفكار مسخ ، ستموت في المهد .
تحليل الرؤية الإخراجية للفيلم
المشهد الأول .. لقطة تأسيسية تجمع ما بين الضوء والظل، نتج خلالها لوحة بصرية للقبر وهي المساحة التي ستسرد به حكاية الفيلم.. فخلف هذا القبر أبواب لأناس تحتضر وتعيش موت مؤجل .. يخرج من عمق القبر صوت الطفلة وهي تعد الأرقام وتتعثر بالاستمرارية والترتيب ثم ينتقل للمشهد الثاني وهو عبارة عن لقطة متوسطة متحركة ، تظهر حذاء السجين المهترئ وحذاء السجان الفخم وهما يسيرا ويسبقهم ظلهما ، مشهد توضيحي لعناصر الحكاية ويرمز أيضاً على أن السجين المسحوق والسجان المتنمر ،هما مجرد ظل في هذا القبر سيزول يوماَ، مع اختلاف الفروق .
المشهد الثالث الأم نصف وجهها معتم، تعيش ازدواجية الحالة، ملامحها محايدة، تحمل مسبحة من عجم الزيتون بين يديها وتحركها بأصابعها، تنام طفلتها التي لا تظهر ملامحها على أقدامها ، لتحميها من أي طارئ، الطفلة صامته ،كأنها تعيش خارج السياق ،فعندما تتحرك الكاميرا يظهر نصف وجهها ، ليعبر عن حالتها النفسية وعدم الاستقرار وبأنها تعيش الازدواجية ، يفتح باب الزنزانة ونسمع صوت السجان وهو يطلب من السجين أن ينفذ ما أمر به ، تبصر الأم السجين وتهمشه وتواصل تفريغ طاقتها الانفعالية من خلال مسبحة عجم الزيتون ، يجلس السجين القرفصاء تأكيداً على عدم استقراره أو أنه يتأهب للانقضاض على فريسته أو الخروج من المكان ، يضعنا المخرج تحت أكثر من احتمال .. تتابع المرأة حركته ثم تسأله من هو وماذا يريد منهما؟ فيخبرها أنه لا يريد شيئا ،فتسخر من كلماته وتقول له :- أن كل من سبقه ، كان يريد منها شيئا.. فتتغير ملامح السجين
هناك تضاد واضح في هذا المشهد بين شخصية المرأة المقاومة وسكونها اللحظي و شخصية السجين المستسلمة الخانعة ،الخائنة .. يدور حوار بين المرأة والسجين في نهاية الأمر تطلب غاضبة أن يخرج من الزنزانة، فيشير لها أنه عاجز لا يملك القرار ، يتضح ذلك من خلال حركته الايمائية اتجاه الباب المغلق .. بعد أن توصل الطرفان أن السجان فرض عليهما أن يعيشوا في الزنزانة سوياً.. يستكين السجين ويجلس على الأرض تنفيذاً للأمر الواقع .. يدور حوار بينهما وتتكرر نفس الجمل للتأكيد على دائرة الموت الضيقة التي تحاصرهم .. اعتمد المخرج على اللقطات الثابتة ،تعبر عن عمق أحداث الفيلم..
يحاول المخرج من خلال تأكيده على كلمة أختي ورفض هذه الكلمة من السجينة جملة وتفصيلا أن يقول المرأة التي تمثل الأوطان والحياة تشعر بالعزلة والغربة فهي مطمع لكل العابرين، نشاهد قلق السجين وهو يحرك أصابع يديه مضطرباً...
وجوه الممثلين كافة توحي بالموت ، فهي باهتة محايدة غير قادرة على التنفس، رغم عمق الحدث، تتغير ملامح المرأة ويظهر انفعالها اللحظي ،عندما يتحدث السجين عن ابنتها.. فيصارحها أن هدفه سرد قصة لابنتها ، لا يحمل أي ضغينة اتجاههما .. ترفض الأم مطلبه وتخبره أن صغيرتها لا تريد أن تسمع أي حكاية، لأنها روت لها كل ما حدث من وجهة نظرها .. فيوحي لها أنه مكلف ليحكي حكايته للطفلة حتى ينصرف من زنزانتهما ، وبمقدورها سماع الحكاية والحكم ، ثم يسألها عن فترة اعتقالها ، ليتقرب إليها ويهد جبال الخوف .. نلاحظ هنا أثناء سؤاله ، تغير في شخصيته ، تساهم في ذلك الإضاءة التي خلصته من الازدواجية وأظهرت وجهه كاملاً وبوضوح ،لا تجيب الأم لأنها لا تعرف كم مضت من الوقت بسجنها ، يبتسم منكسراً ، تطلب منه أن يسأل سجانه لأنها فقدت حاستها بالزمن ، ثم توجه له نفس السؤال فيجيبها بعدم المعرفة
تتحرك الكاميرا بان من السجين إلى الأم وطفلتها ليقول لنا المخرج أن واقعهم المزري واحد وأنهما ضحايا ، يتنهد السجين ويعود لازدواجية الشخصية ويسأل عن اسم الطفلة، تبتسم الأم لسؤاله عن طفلتها فهي تمثل لها طوق النجاة والمستقبل ، فتجيبه اسمها بيسان .. تسأل الطفلة أمها عن السجين ، فتقول لها :هو لا شيء ، لحظات ويختفي ، لتؤكد على عدمية هذا الشخص الظل
يتقدم السجين خطوة للأمام باتجاه الأم والطفلة ويطالبها أن تمنحه الفرصة ليحكي لطفلتها حكاية واحدة ، يتوسل لها أن توافق ، تستسلم الأم لإلحاحه ،بعد أن يراودها شعور أنهم أصبحوا جميعا جزءاً من منظومة الموت وينتظرهم نفس المصير ، تطلب من صغيرتها الاستماع للقصة.
تعقب الأم على إصراره السجين لسرد حكايته من خلال حوارها أنهم في الهامش.. فتقول "ميت يحكي حكاية لميتين " هنا ينقلنا المخرج ، لمشهد القبر الذي بدأ به فيلمه ، ليؤكد أن من يتحدثون أموات .
تتابع الكاميرا حركة أصابع السجين وهي تتحرك ، يتم القطع على عيون الطفلة وهي شاخصة اتجاه أصابعه .. ثم ينتقل المخرج للقطة واسعة على السجين وهو في دائرة الاعتام وكأنه وحش ليقول كل ما سينتج عنه فاسد لا قيمة له ، وبالإضاءة والأداء المتقلب للمشاعر يقدم لنا الأم وطفلتها وحالة الازدواجية التي تسيطر عليهن ، ليقول : هن يعشن ما بين السكون والانفجار ، ربما ينتج عنهم ردة فعل لا نتوقعها .
يبدأ السجين بحكاية العصفور الذي يتميز بريشه الملون ويغني على الشجرة ،فتسأله الطفلة ببراءة شو يعني عصفور؟
تتغير ملامح السجين ، يغرق بالتفكير ، يراوده الخوف من السجان، يبكي قهراً على مصير الطفلة وحرمانها من الحياة.. ينقلنا المخرج للقطة واسعة لثلاثتهم وهم تحت دائرة الإظلام ليقول أنهم مغيبين .. يلتقط السجين أنفاسه ويعود للمحاولة من جديد ويسرد حكاية أخرى عن الشمس ... وهنا يظهر وجه الطفلة مضاء وهي تسأل عن الشمس ، تأكيد أن المعرفة والضوء يمنحها حياة .
تبكي الأم بحرقة لأنها أدركت أن مستقبل ابنتها الجهل والرعب ،تنظر الطفلة للسجين بعمق وقوة وبنظرات مؤثرة كأنها تعاتبه ، ينهار يبكي مستسلما ، يحني رأسه للأسفل ،ينزف عرقاُ ودموع اعترافا بضعفه وانهزامه .
يأتي السجان غاضبا يشتم ويتوعد السجين عديم الشخصية، الذي ينهض مسرعا ،ككلب مخلص لينفد أوامر سيده ،يجر كالقطيع ، يركض إلى المقصلة ، يعصب السجان عينيه ويكيل له الشتائم البذيئة ،يخرجا من زنزانة الأم المكسورة الغاضبة التي لا حول لها ولا قوة ، بعد أن أحيا السجين ، دون قصد حلمها بالحرية والشمس.. تتابع الكاميرا حركة السجين والسجان بعد خروجهما من زنزانة الأم، وهما في دائرة الإظلام لا تظهر ملامحهم ، ليقول المخرج أنهم أموات يتشابهون مهما اختلفوا ، فالمثقف المنهزم المنساق للسلطة هو سجان من نوع آخر.. يعود المخرج في نهاية الفيلم لمشهد القبر ولصوت الطفلة وهي تعد الأرقام وتضيف عليهما كلمة عصفور، شمس تنطقهما بصعوبة ليقول لم تنته الحكاية بعد فهناك شعوب ستبقى تعيش موتا سريري ،ومازالت تنتظر أن يخرج مثقف حقيقي يمنحها النور والتحليق .
العناصر الرمزية ..
اعتمد المخرج في صناعة فيلمه على مفردات رمزية وهي على النحو التالي :-
القبر: يرمز للموت
العصفور: يرمز للحرية
الشمس: ترمز للنور
الطفلة: ترمز للمستقبل
عجم الزيتون : يرمز لفقدان السلام والسلام النفسي
أدوات المخرج
بخصوص اللقطات وأحجامها:-
اعتمد المخرج بشكل مطلق على اللقطات الثابتة، ليقول للمشاهد أننا أمام قضية جادة ،حساسة تخاطب العقل وتحرك المشاعر الإنسانية واختار لقطات قريبة ليؤكد على التفاصيل الخاصة بروايته
الايقاع
الإيقاع بني بأسلوب التواتر بين اللقطات حتى شكل البنيان البصري للشكل الخارجي بانسيابية وانسجام كما حرص على توحد الهرموني الايقاعي الداخلي بين الممثلين وكأنك تقرأ قصيدة شعر.
حيث وزع المخرج لقطاته على النحو التالي:-
عشرون لقطة الواسعة Long shot
اللقطات المتوسطة medium shot والتي كانت ما بين المتوسط medium shot والقريبة close up واحد وثلاثين لقطة
أما اللقطات القريبة جداً close up ما يقارب خمسة عشر
واللقطات المتحركة ما يقارب ست لقطات
هذا إن دل على شيء فهو يدل على مخرج واعي لحرفية بناء الإيقاع البصري لفلمه وكأنك أمام ناظم شعر يسير على التفعيل والرتم في الموسيقى .
هناك ثغرة بصرية استطاع المخرج أن يبررها فنيا ، لكنها غير مريحة بصريا وهي بعد نهاية سرده القصص وشعور السجين بالعجز أمام الطفلة وانتظاره قدوم السجان ليأخذه من الزنزانة . أثناء بناء المشهد ليجمع ما بين السجين و السجان قام بكسر الخط الوهمي من خلال لقطة قريب close up على قدمي السجين فكان هناك قفزة بصرية .
الإضاءة : - لعبت الإضاءة دور البطولة المطلقة في هذا العمل ، حيث اعتمد المخرج في التكوين الجمالي لبناء مشاهده ،على الضوء والظل ،الكتلة والفراغ فكانت الإضاءة بطل قوى في الفيلم ، استطاعت التعبير عن الحالات النفسية بعمق .. فمن بداية الفيلم جسد بالإضاءة مشهد القبر، وترجم الازدواجية في الشخصيات ووضع السجين والسجان في الظل في نهاية العمل .
الملابس :- قسمت الملابس لنصفين ..الأم وطفلتها عبر عن الواقع الحالي للأسر الفقيرة ،أما السجين فقد كانت توحي ملابسه إلى زمن العبودية
الممثلين :- هناك انسجام هرموني بين الممثلين ،الإيقاع موحد بالأداء ، حيث تشعر أنك تعيش طيلة الفيلم في قبر مع أموات ،تعبيرهم محايدة ،غير مبالين بما يحدث خلف الجدار ..
أبدعت الفنانة " ريم علي" بدور السجينة المقاومة والأم الإنسانة، التي تدرك كل ما يدور حولها فشعرنا خلال مشاهدتنا للفيلم أن شخصيتها نامية قابلة للانفجار ، رغم انكسارها وشعورها وبالاغتراب ، نهاية الفيلم تعترض بكاءً ، وهذا يدل على رفضها للذل والهوان وانتظارها اللحظة المناسبة لتثور.
كما أبدع الفنان " حسين مراد " بدور السجين المثقف المنهزم ،الميت المستسلم للمقصلة ، قدم الشخصية بهدوء و انسيابية وبنفس المهزوم حتى جعل المشاهد يفكر هل هو ضحية أو متهم ومذنب بحق نفسه ومجتمعه؟
أما الطفلة المتألقة " بيسان محمد" استطاعت أن تسرقنا لعالمها من خلال نظراتها الثاقبة بعد أن عجز المثقف المهزوم عن توصيل رسالته، جعلتنا نفكر مليون مرة بالجحيم الذي ينتظر أبناؤنا
المؤثرات الطبيعية : وفق المخرج باختياره المؤثرات الطبيعية فحديث شخصياته ، أعظم موسيقى قدمها للمشاهد ،جمالها الأخاذ تسرب إلى قلوبنا ولم يشعرنا لحظة بالنقص .
بعد أن شاهدت الفيلم راودني مليون سؤال وأهمها من هو المثقف ؟إن كان المثقف يعتقد أنه مخزن المعلومات يتلو علينا ما يشاء من المفردات المقعرة ويحفظ الشعر ،النثر ،العلوم والجغرافيا ويمارس الغموض أقول له : نحن لا نحتاجك اليوم ، فالكمبيوتر وأجهزة الاتصال الحديث هما أهم مثقفين العصر... لا نريد مثقف آلي يتم برمجته ، نريد إنسان يعلمنا الحب التسامح فعلى مدار التاريخ تعلمنا أن المثقف روح العصر ،شعلة العطاء والجمال ،هو أول من يقود ثورة التغيير و لن ينكسر مهما تعرض للخذلان ..
وأخيرا أدعو جميع المثقفين لمشاهدة فيلم العصفور الذي يترجم الوجع ويستحق التقدير .
بقلم / مصطفى النبيه