كنتُ بمجرد تفكيري بالاتصال بامرأتيْن وقعتُ في حبيهما ذات زمن ولى، عندما كان قلبي توّاقا لخوضِ تجربة الحُبّ كغيري من الطلاب، الذين وصلوا لتلك البلد للدراسة فيها، لكنني كنتُ أتردد عند وقوفي في كل مرة بالقرب من كابينة الهاتف العمومي، وأقول بمن سأتصل؟ فقلبي يحبهما بذات الدرجة، وبات الحُبُّ مرتبكا عندي، رغم أنني أشعر بأنهما يحبانني بنفسِ الحبّ.. كان ارتباكي في كل مرة يمنعني من مهاتفة أية واحدة من امرأتيْن منحتاني كل الحُبّ، الذي لم أدر من قبل بأن للحُبِّ طعم لذيذ.
امرأتان جعلتا قلبي يخفق بجنون كلما التقيتهما بلقاءات مختلفة، فالمرأةُ التي وقعتُ في حُبّها قبل الأخرى جعلتني أهذي ذات مساءٍ من دفئها المختلف، فهناك رأيتُ جدارا من عطفِ امرأةٍ كان يسوّرني بجنون، ولم أهذِ، إلا من حُبّها الساحر، أما الأخرى جعلتني أهذي ذات ليلة من جوّها الشاعري، فحين كانت تهمس عن الحبِّ، كنت أراني أهذي من شاعرية جسدها الإنسيابي.. فحبّي لهما ظلّ مرتبكا لدرجة أنني بتّ غير قادر على الاتصال بهما، لأنهما امرأتين تساوتا في قلبي من خلال الحُبِّ الذي منحتاه لي ذات زمن ولّى..
بقلم/ عطا الله شاهين