ونحن نراجع اجماع العالم قديما وحديثاً على حقوق الطفل ، التى تؤكد على احترام مشاعره الانسانية ، ورعايته وعنايته وحقه في الحصول على اسم وجنسيّة ، والحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وحقّ التّعليم، والعَيش الكريم، والتى أقرتها الجمعيّة العامّة للأُمَم المتّحدة عام 1959م،ينتابنى شعور بالألم على واقع أطفالنا الفلسطينيين وظروفهم الصعبة والقاسية جداً ، وأشعر بالقلق على مكانتهم وحقوقهم في ظل الحروب والجوع والهجرة والفقر والاعتقال في السجون وهم دون سن الثامنة عشر ، وأستذكر كيف تعامل رسولنا الكريم مع الأطفال في عهده حتى في النواحى الانسانية والمشاعر ، وفى السيرة والقيم المدنية والقانون الدولى قصص وحكايات كثيرة ، فذات يوم زار رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه أنساً في بيته.
فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم طفلاً صغيراً جالساً على الأرض، وفي حضنه عصفور صغير مريض، والطفل تنهمر دموعه حزناً على عصفوره.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وحضنه وقال له:
{يا أبا عمير ماذا فعل النُغير؟} فتبسم الطفل الصغير لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبه كما يُلقّب الكبار " بأبى عمير " ، ولأنه شعر بحزنه وقلقه على عصفوره.
وبعد أيام جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت " أبي عمير " وطرق الباب.
فتح أنس بن مالك الباب، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت وتوجه مباشرة إلى الطفل الصغير وسأله بحنان:
{يا أبا عمير ما فعل النُغير؟}
فرمى أبو عمير رضي الله عنه بنفسه في حضن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي ويقول:
- لقد مات النُغير.. لقد مات.
وفى القصة دلالات ودلالات يكفى منها عظيم الاهتمام بنفسية الطفل ومشاعره ، وأعجبتنى قصة لمديرة سويدية مع عراقى يعيش في السويد منذ سنوات ، كان ابنه من أوائل المتفوقين دراسيا
وقررت إدارة المدرسة تنظيم رحله إلى البرازيل
مدفوعة الثمن من المدرسة للمتفوقين !
طلبت إدارة المدرسة جواز سفر ابنه لاستخراج تأشيرة دخول !!
بعد عدة ايام ، تحدثت مديرة المدرسة معه وطلبت مقابلته !
كانت المديرة حزينة وهي تخبره أن السفارة رفضت إعطاء ابنه فيزه
بسبب جوازه العراقي !ولكنها أكدت عليه عدم اخبار ابنه
لكي لا ينصدم و تتعقد طفولته !!!!
ورجته أن يعطيها فرصة أخيرة لحل الإشكالية لتجنب صدمة الطفل !!
وغادر الرجل مكتب المديرة وهو يضحك و مستغرب من ردة فعل المديرة !!
بل ذهب إلى المنزل وأخبر ابنه مباشرة دون تردد !!
بعد عدة أسابيع ، اتصلت المديرة عليه وطلبت مقابلته .
حضر للمقابله على الموعد وقابلته بابتسامة عريضة ثم مدت يدها
وأعطته جواز سفر سويدي لابنه !!
انبهر الرجل من الصدمة!
وبادرته بالقول :
قمت بمخاطبة رئيس الوزراء بخصوص ابنك ، والذي وافق على منحه الجواز السويدي لتجنب الصدمة النفسية التي سيتلقاها الطفل والتي قد تنعكس على شخصيته عند الكبر !!
وعند الحديث عن حقوق الطفل دينياً ومدنياً أتساءل عن دولة تدعى الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتقوم بتعذيب وارهاب الأطفال الفلسطينيين في سجونها بالعشرات بل بالمئات ، وتقصد ايذائهم وسوء معاملتهم دون هذا المقال لا يفوتأكد الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات فى اليوم العالمى لحقوق الطفل الذى يعتبر من أهم وثائق الأمم المتحدة التى تضمن حماية الطفل من أي إيذاء أو سوء معاملة ، وتجاهل الرعاية الخاصة والحماية ، والإرشاد النفسي والرعاية الصحية والتعليم وتقوم بالضغط النفسى بأشكال عدة وغير مقبولة أخلاقياً ولا انسانياً الجسدى ، والتعذيب كالجلوس على كرسى التحقيق مقيد الأيدى والأرجل ، ووضع الكيس كريه الرائحة على الرأس ومنها الحرمان من النوم، والهز العنيف ، والعزل الانفرادي لأسابيع ، والضرب المبرح بأدوات متعددة ، والحرمان من العلاج، والتفتيش العاري، والتهديد باعتقال الأم أو الأخت أو التهديد بهدم البيت واستخدام موسيقات مزعجة والعديد من الأساليب الأخرى دون أدنى مراعاة لحقوق الطفل وللقوانين والأعراف الدولية والاتفاقيات التي تحمي الإنسان بشكل عام والأسرى الأطفال بشكل خاص .
وحقيقة أجد أن هذا السلوك الارهابى والعدوانى بحق الأطفال ينافى الفطرة الانسانية ، والتعاليم الدينية ، والاتفاقيات والمواثيق الدولية والقانون الدولى الإنساني ، والقيم بكل أنواعها وأشكالها ومحتواها ، ومن المفروض أن تحرك مشاعر العالم للضغط على الاحتلال لوقفها ومحاكمة القائمين عليها .
بقلم/ د. رأفت حمدونة