أمام الهجمة الشرسة والمتواصلة وما يدبر ضد الرئيس محمود عباس بصفته الاعتبارية والرسمية والقيادية وما يعنيه من استهداف كامل لكافة أبناء شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة وما يجري التخطيط له وطبخه لأجل الانتهاء من مشروع التصفية الامريكية الاسرائيلية والمسماة بصفقة القرن ......لشطب مشروعنا الوطني وايجاد الحل على المقاس الاسرائيلي الامريكي .
وحتى يدرك الجميع أن دولة الكيان وما أصابها من ذهول وعدم اتزان وارباك شديد في علاقاتها الدولية نتيجة الحكمة والسياسة والدبلوماسية الفلسطينية برغم ما تمتلك دولة الكيان من قوة مادية وسبل دعم وانحياز كامل من الادارات الامريكية المتعاقبة .
حالة الكيان الاسرائيلي وما أصابه من ارتباك على الساحة الدولية نتيجة للكشف عن فحوي ومضمون هذه السياسة القائمة على استمرار الاحتلال والاستيطان والتغول بعنصرية لا مثيل لها وبإرهاب دولة منظم لم يسبق له مثيل هذه الحالة الاسرائيلية وما أفرزته من عدم استقرار داخل المنطقة ...... ومحاولة حكومة نتنياهو وقطعان المستوطنين أن يعيدوا تكرار اسطوانتهم المشروخة ...... حول ارهاب القيادة والسلطة ومنظمة التحرير قالوا عن الشهيد ياسر عرفات ..... كل ما يمكن أن يقال عن الارهاب واليوم تترك قطعان المستوطنين لبث سمومهم وخطاب كراهيتهم وعدائهم المستند لحقد أيد لوجي واتهامهم للرئيس محمود عباس والتهديد بقتله ونشر الصور أمام الحواجز العسكرية الاسرائيلية وما يأتي ما بين الحين والأخر من تصريحات سياسية وتسريبات اعلامية وكلها تدلل على حقد أعمي وكراهية مقيتة لشخص السيد الرئيس المطالب على الدوام بالسلام العادل والشامل ....السلام القائم على حل الدولتين والذي يحفظ أمن المنطقة ويعزز من عوامل الاستقرار .
اسرائيل وقد أدارت بسياستها وعنصريتها وارهابها الظهر لكافة جهود السلام والتسوية السياسية وحاولت على مدار السنوات الطويلة أن تبقي على ادارة الاحتلال وأن لا تعمل على انهائه وبهذا التقت الادارة الاسرائيلية مع الادارات الامريكية المتعاقبة التي عملت على ادارة الصراع وليس العمل على ايجاد الحلول للصراع .
السياسة الفلسطينية وعبر الدبلوماسية الهادئة والمتوازنة ...... والتي تسير بسياق توجهات القيادة الفلسطينية وحكمة الرئيس عباس وسياسته الهادئة والمتوازنة والتي عملت على عزل اسرائيل وحكومة نتنياهو وجعلت الكرة دائمة الحضور على طاولة الائتلاف الحكومي الاسرائيلي وهي ذاتها الكرة على طاولة البيت الابيض وادارة الرئيس ترامب والذي جعلهم أمام موقفين أما : أن يستمروا بطبخ صفقتهم والمرفوضة مسبقا والفاشلة بحتمية الواقع ومقومات الرفض الفلسطيني .... واما : بمحاولة تغذية الانقسام وزيادة شقة الخلاف الفلسطيني والعمل على توتير الأوضاع واشعال لهيب المواجهة وادخالنا في دهاليز مواجهة يعرفون مسبقا نتائجها وما يمكن أن يسفر عنها .
اسرائيل وأمريكا وقد وجدوا في مواجهة الرئيس عباس الطريق الممكن ..... حتى يوقفوا من تحركاته وتأثيره الدولي ومدي النتائج التي تتحقق بفعل سياسته المتوازنة وتمسكه بالشرعية الدولية والقرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية كما تمسكه بقرارات القمم العربية وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية .
أي ان الرئيس محمود عباس لا يوفر الفرصة لحكومة نتنياهو ولادارة الرئيس ترامب للدخول لاثارة النعرات والصاق الاتهامات وحرف مسار السياسة الفلسطينية عن أهدافها وسياساتها المتبعة بل اكثر من ذلك لا يستطيعون ان يفقدوا القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس عباس قدرة التوازن ومضمون الخطاب السياسي والاعلامي وحتى لن يتمكنوا من أن يسجلوا نقطة واحدة يمكن أن تؤكد ادعاءاتهم وخداعهم وتضليلهم بل ستبقي الكرة في ملعبهم ولا زالت كافة الدلائل والمؤشرات تؤكد أنهم بسياستهم ومواقفهم لا يعملون من أجل التسوية السياسية الا من خلال مفهومهم الخاص حول دولة بغزة وحكم ذاتي بالضفة وهذا لن يكون متاحا وممكنا بنتائجه التي ستزيد المنطقة اشتعالا وتوترا ولن تؤدي الي تحقيق الامن والاستقرار .
اسرائيل وامريكا يسيرون بعكس السلام وكل ما يجري من خلال سياساتهم ومواقفهم وتصريحاتهم يؤدي الي قتل امكانية السلام ويجعل من التسوية أمرا مستحيلا في ظل عنصريتهم وممارساتهم على واقع الارض وما يجري من استيطان متزايد ووجود لأعداد أكبر من المستوطنين .
التهديد والوعيد لشخص الرئيس محمود عباس وهذه الرسائل المحملة بالكراهية والعنصرية والارهاب ادانة مباشرة لحكومة نتنياهو وحتي لإدارة الرئيس الامريكي ترامب وما يستوجب عمله من ضرورة وقف عربدة المستوطنين وممارسات جيش الاحتلال داخل المناطق الفلسطينية .
التهديدات الموجهة للرئيس عباس هي بحقيقتها رسالة موجهة ومهددة للشرعية الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها ولكافة فصائل العمل الوطني والاسلامي ولكافة أبناء شعبنا وهذا ما يتطلب ضرورة حشد الطاقات وتسخيرها لأجل مواجهة المحتل ....وايصال رسالة فلسطينية أن الرئيس محمود عباس يمثل كافة أبناء الشعب الفلسطيني وأنه رأس الشرعية الوطنية الفلسطينية وأن أي مساس لشخصه وحياته ومكانته سيكون له من النتائج التي لا تستطيع اسرائيل تحملها ولا حتى المنطقة ولا حتى العالم الذي يجب عليه أن يتحرك للجم عنصرية هذا الكيان ووقف استفزازاته وممارساته وحتى يتم ايقاف قطعان المستوطنين وانهاء وجودهم من أرضنا .
شرعيتنا الفلسطينية والتي تجسدت بفعل مسيرة كفاح طويل ولا زالت تواصل طريقها لا يقف أمامها ولا يستطيع أن يعيق تقدمها كل متامر عليها لأنها شرعية الشعب الفلسطيني المصمم بإرادته القوية على تحقيق حريته واستقلاله وبناء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية شاء من شاء .....وأبي من أبي.
الكاتب : وفيق زنداح