ليس بسياسة الاغتيالات والاعدامات وتطويق المناطق والمدن والقري .....كما ليس بنشر القوات وحصار الأرض والمدن الفلسطينية يمكن لإسرائيل أن تحقق أمنها المزعوم ....كما ليس بما يسمي بصفقة القرن وكل الجهد الأمريكي والنفوذ الواسع والابتزاز القائم يمكن أن تحقق اسرائيل أمنها واستقرارها ....كما ليس بسياسة نتنياهو ومشروعه الاقتصادي وسقفه السياسي المتدني يمكن أن يكون هناك حل للصراع ...كما ليس بوجود قطعان المستوطنين في مغتصباتهم التي وجدت على أرضنا وكأنها حلمهم الزائف أمرا واقعا وأبديا لا يمكن تغييره .....وليس بالعدوان واستمرار الاحتلال والاقتحامات والتوغلات في المدن الفلسطينية والقري وسياسة الاعدامات والاعتقالات ما يمكن أن يوفر الأمن للإسرائيليين وقطعان المستوطنين .
استمرار التنكر لحقوقنا الوطنية الثابتة ولكافة المتطلبات والاستحقاقات التي يجب تحقيقها لأجل حرية شعبنا واستقلاله الوطني ..... وحالة التجاهل والمماطلة والتسويف توفر المناخ للمواجهات ولا توفر متطلبات الامن والاستقرار .
الطرق الالتفافية وزيادة المساحات الاستيطانية بأعدادها والمستوطنين فيها .... كما عدد الحواجز والموانع وطول الجدار العنصري يمكن أن يحقق الامن للإسرائيليين.
كما ليس بسياسة التهويد للأماكن المقدسة وللتراث الوطني الفلسطيني ومقدساته ....لا يمكن ان يوفر حقا ....ولا حتى بالاستيلاء ومحاولة تزييف التاريخ والسيطرة على ألاف الدونمات وقطع الأشجار المثمرة يمكن أن يوفر لحكومة الكيان امكانية الأمن والاستقرار ..... أو حتى بناء جسور للثقة في ظل زيفهم وتضليلهم وخداعهم وما يجري بسياستهم العدوانية ..... من قراءة ثابتة حول نواياهم العدوانية والاستيطانية .
اسرائيل ومنذ نشأتها وحتى حكومة اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو تسير بعكس السلام والاتفاقيات وحتي عوامل الامن والاستقرار.... وما جري بالساعات الماضية قد قطع الشك باليقين وأظهر مدي بشاعة هذا الاحتلال واجرامه والذي لم يترك لنا المجال الا ممارسة حق الدفاع عن النفس فدمائنا ليست ماء ....بل أنها دماء عزيزة وغالية ولها ثمن باهظ ...... يجب أن يدفع ازاء أي تصرف عدواني احتلالي ارهابي .
اليمين واليمين المتطرف الحاكم باسرائيل والمنفذ لكافة السياسات الاستيطانية والذي يغطي على قطعان المستوطنين أعمالهم واستفزازاتهم يدفعنا دفعا الي المواجهة والي الدفاع عن أنفسنا وأرضنا وأشجارنا .....ومن الجهة الاخري حقنا المشروع بمواجهة كل ما يفعلون ويخططون ويمارسون على الارض .
اسرائيل منذ اتفاقية أوسلو وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عملت بكل طاقتها وجهدها وسياساتها العنصرية الارهابية على اضعاف السلطة الوطنية وتقليص امكانياتها وتوفير المناخ لاستمرار الضعف والعجز عن اداء دورها وفسح المجال لخلق ثغرات وازمات يصعب ايجاد الحلول لها ..... في ظل ممارستهم للضغوط والابتزاز والتحكم بكافة مفاصل الحياة الفلسطينية .
لم تكن اسرائيل في يوم من الأيام مع السلام والتسوية السياسية .....بل كانت مع ابقاء الحال على ما هو عليه .....وأن نأكل بعضنا البعض ...ونختلف في اجتهاداتنا ورؤيتنا وتقديرنا ..... وفي ظل ما نختلف عليه ونجتهد فيه ....هم يمارسون القتل والاعدامات والتوغلات وسياستهم الاجرامية الارهابية التي لم يتوقفوا عنها للحظة واحدة .
كافة المبادئ التي أعلنت حول مبدأ الارض مقابل السلام .....والامن مقابل السلام لم يتحقق ....ولم تعمل حكومات اسرائيل المتعاقبة على تحقيقه على واقع الأرض.
وحتي يعلم القراء الاعزاء فان اتفاقية أوسلو عبارة عن 3 مراحل .
المرحلة الاولي / غزة أريحا أولا والمسماه مناطق (أ)
المرحلة الثانية من اعادة الانتشار المسماه مناطق (ب )
والمرحلة الثالثة والتي كان يجب الانتهاء منها بالعام 99 والمسماه مناطق (س ) والتي ستؤدي الي الانسحاب وقيام الدولة الفلسطينية .
لم تلتزم اسرائيل لا باتفاقية أوسلو ....ولا باتفاقية باريس الاقتصادية والتي كان في بنودها اجراء التعديل عليها كل 6 شهور بحسب الحاجة .....كما كان لديباجتها الاولي ما يعطي الحرية للتحرك والعمل وهذا لم يكن قائم منذ توقيع هذه الاتفاقية .
اسرائيل ما زالت تخطئ التقدير والحساب..... ولا زالت تخطئ وتستند الي قوتها العسكرية والاقتصادية والانحياز الامريكي الكامل لها ......وتتجاهل مدي القوة الكامنة فيمن تعتبرهم ضعفاء .....وما أقوي مقاومة الضعفاء .
الرحمة للشهداء ....والنصر لشعبنا
الكاتب : وفيق زنداح