باص سياحي..!

بقلم: توفيق الحاج

في حارتنا وعلى رأس شارعنا باص سياحي ينتظر! من قبل صلاة الجمعة!

قلت في بالي :ليكون عندنا عرس..؟! مع اني لم اسمع ليلة امس ولا هذا الصباح طبلا ولازمرا ولاسحجة ولا دحية.. والحارة ساكته.. زي اللي عاملالها عملة ردية..!

أذن الاذان الاول قبل ساعة فالثاني ولا اعرف الحكمة من اختراع الثاني عدا الارباك واللخبطة ..

بدأت خطبة الجمعة المطولة كمعلقة (قفا نبكي) لكنها مكسرة لغة ومضمونا... تبدأ بقال الله وقال الرسول ثم قال الامير المسؤول .وتقسيم الناس بين مؤمن وكافر ثم الدعاء والهجوم على الخصوم دون ذكر الاحتلال وجارنا الحاج ابو جلال يذهب للحمام 3مرات ليجدد وضوءه.. صلينا وحمدنا الله ولانعلم ان قبل منا ام لم يقبل بسبب امامة الشيطان..!

صوت الميكرفونات ينطلق من المسجد وسيارات الفصائل في كل شارع تعلن النفير كعادتها من مساء الاربعاء وحتى عصر الجمعة الى (مثيرة العودة )كما يقول حفيدي الاصغر في جمعة الغضب أو جمعة الرطب ! سيان

ادركت عندها سبب وجود هذا الضيف الجميل في حارة لاتدخلها الا التكاتك وسيارات الديزل وسيارات نزح الغائط! ، وادركت ايضا ان مواصلات الهتيفة والمريدين والمستفيدين مؤمنه ذهابا وايابا في الدنيا والاخرة

المهم ان يكون الحشد لائقا ومناسبا لعظمة الفصيل .. وكلما زاد عدد الضحايا كلما ارتفعت اسهم المضاربين وكثر القليل وكل شيء بحسابه الشهيد القتيل الله يرحمه ديته معروفة وله الف بديل وحسبنا الله ونعم الوكيل

بصراحة ياجماعة لم اعد قادرا على التمييز بين جمعة وأخرى من فرط الجمع المسيرة تمر بنا وهي لله هي لله ولفلسطين كما يقولون والتي بلغت اوتكاد الاربعين !

الا انني لاحظت اختلافا جذريا بين جمع البدايات وجمع النهايات فالبدايات كانت جمعا نارية دموية بينما النهايات مستأنسة طرية خاصة بعد وصول الحقائب القطرية برعاية المندوب السامي الذي يشرفنا نهارا ويغادرنا ليلا لينام راضي البال كما ابن الخطاب في القدس الغربية ! ورغم حلفان امراء المكان بأغلظ الايمان ان هذه الاموال بلا مقابل الا ان الوقائع تكذب الذرائع فالعمادي العادي يطلب من الحية علنا (نبي هدوء)! وكذلك البصمات والهويات والمعلومات لكل المنتفعين من الزكاة القطرية تصل اسرائيل الشقية ! لماذا يا افندية ؟

واسرائيل تشكر حماس على النزاهة في اعادة مبلغ 100ال دولار لقطر وهذا قمة الشفافية وغمر في قناة المقاطعة اولاد الحرامية !

قد يقول قائل :هذا كلام المرجفين الحاقدين على الفصائل والقبائل اليمينية منها واليسارية التي تقود مسيرات العودة وهذا الكافر السافر الساخر ممن تنازلوا عن حق العودة للوطن والوتد كما تنازل ابو مازن عن صفد !

وقد يقول آخر أعتى وأشد: أما من فارس بيريحنا من هذا المزعج التي لايتركنا نهنأ بغنائم غزة ونعيمها فيلدغنا في هناتنا ألا يوجد من يرسله الى ربه (خاشقجيا جديدا) يخنقه ويخدره ويقطعه ويحمضه أويفرمه بولبيف؟! وأنا اقول : الله خلق .. الله أحيا .. الله أمات .. وكلنا القاتل والمقتول الظالم والمظلوم ..ميتون .. كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين! لترون الجحيم !

بقلم/ توفيق الحاج