السنوات تمضي بسرعه كان الحدث حدث يوم امس قبل ٣٢ عام حين علمت بوفاة اخي وصديقي العزيز الشهيد محمود الكومي كنت يومها في كافتيريا الجامعة الإسلامية اتناول وجبة الغداء حين حضر اخي الاخ الصديق الدكتور جهاد البطش يبكي ليخبرني باستشهاد صديقنا وحبيبنا محمود الكومي ذهبنا جميعا الى الاستقبال في مستشفى الشفاء وتأكدنا من الوفاه بكينا كثيرا يومها فهو اول الشباب الفتحاوي الذي يغادر الدنيا وحينها اجتمعت قيادة الشبيبة في الجامعة الإسلامية واعتبرته الشهيد الاول في الجامعة الإسلامية.
في الخامس عشر من كانون اول ديسمبر 1986يومها صلينا عليه في مسجد فلسطين بالقرب من بيتهم وشيعنا جثمانه الى مثواه الاخير وتم افتتاح بيت عزاء له في بيته رحمه الله واسكنه فسيح جنانه واذكر والده المناضل أبو احمد رحمه الله وهو يقف يتقبل العزاء بقوة الرجال وكان رحمه الله كلما شاهدني انا واصدقاء محمود يبكي كثيرا ويقبلنا ويحبنا رحمه الله واسكنه فسيح جنانه
تجمعنا امام بيته المقابل لمدرسة صلاح الدين الإعدادية للبنين للاجئين في حي الرمال بالقرب من مسجد فلسطين وتم تجهيز جثمانه وقمنا بلفه بالعلم الفلسطيني وخرجنا بمسيره حاشده وصلينا عليه في مسجد فلسطين بعد صلاة العصر وتوجهنا به الى مقبرة الشيخ رضوان ودفناه وعدنا لإقامة بيت العزاء شارك بالجنازة آنذاك الطالب محمد دحلان الذي أصبح فيما بعد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو المجلس الثوري الحالي الاخ احمد نصر وحضر بيت العزاء كل ابناء حركة فتح من رفح حتى بيت حانون يومها.
دعيت لحضور حفلة خطبة ابن ابن عمي اسلام حسن ساق الله على ابنة الاخ احمد شقيق محمود وتزوجا فيما بعد ويومها دخلت بيتهم منذ سنوات لم ادخله وجلست مع والدته ونزلت دموعي وانا احدثها عن محمود رحمه الله وتذكرتني وتذكرت الايام الجميلة حين كنا نجلس في غرفته تفحصت يومها البيت تغيرت ملامحه واتسع اكثر ولكن بقيت رائحة محمود الزكيه تفوح في البيت وذكريات النضال والزمن الجميل
لازلت حين التقي شقيقه احمد وايمن وتعرفت الى شقيقته البنت الصغيرة آنذاك مها الأخصائية في التحاليل الطبيه في مستشفى القدس والى ابن شقيقته الاخ رامي الغف ودائما نستذكر محمود كلما التقينا وفي مناسبة رحيله وحين نتذكر الشباب المثقف الواعي الفتحاوي المنتمي وايام الزمن الجميل ونتذكر شهامة والده وثقافته ووعيه العم أبو احمد رحمه الله وحين اشتاق له كثيرا ازور صفحة اخي الحبيب سعد الدين البكري وانظر الى صورته الذي يضعها على صفحته في الفيس بوك .
محمود لازال باقي فقد تم تسمية اسم محمود الكومي فقد تعرفت على ابن شقيقه احد لاعبي نادي غزه الرياضي وهو يشبهه كثيرا واستشهد في الحرب الصهيونية الصحافي محمود الكومي وقد كتبت عنه يومها واستذكرت صديقي محمود الكومي شهيد الجامعة الإسلامية رحم الله الشهداء واسكنهم فسيح جنانه .
الشهيد محمود الكومي مواليد 5/8/1965 انضم الى حركة فتح منذ بداية التحاقه في الجامعة الإسلامية عام 1984 وكان احد الكوادر المثقفة المتميزة وقد اعتقل للمرة الاولى في اعقاب مظاهرة يوم الارض التي اقيمت في الجامعة الإسلامية يومها تم تم محاصرة الجامعة حتى ساعات متأخرة من الدوام وتم الاتفاق على خروج الطلاب عشره عشره وتم اعتقاله وهو يغادر بناء على صور تم التقاطها من قبل قوات الاحتلال الصهيوني واعتقل 3 شهور بعد ان تم ضربه بقوه.
عادت قوات الاحتلال الصهيوني باعتقاله اثناء توزيعه بيان للحركة هو والأخوة الطلاب سعد الدين البكري وفيصل ابوالروس من كوادر فتح في الجامعة الإسلامية وتم اقتيادهم الى مركز شركة الشجاعية ووضعهم مع المجرمين آنذاك كنوع من الاذلال والعقاب ولكن برجولة هؤلاء الشباب استطاعوا ان يسيطروا على هؤلاء المجرمين وان يمضوا فترة اعتقالهم وتم انذاك اعتقال عدد من الأخوة في مركز الشرطة منهم محمد دحلان واحمد عيسى كان انداك عضو مجلس طلبة جامعة بيرزيت اثناء وصوله الى مدينة غزه لتحضير لحفلة استشهاد الشهيد شرف الطيبي الشيد الاول لجامعة بيرزيت رحمه الله وتم اعتقاله على حاجز ايرز ومعه دعوات حفل التابين .
محمود الكومي درس قسم تاريخ في الجامعة الإسلامية وكان مولعا بدراسة التاريخ وقرا اضعاف مضاعفه من الكتب خارج المقرر وكان احد الكوادر المثقفة والواعية وكان عضو بطليعة لجنة شبيبة الرمال في مدينة غزه وهي اول لجنة انطلقت في مدينة غزه بداية انشاء لجان الشبيبه في قطاع غزه وكانت اللجان الاولى لجنة مخيم النصيرات ولجنة رفح كانوا هم اللجان الثلاثة الطليعية.
رحم الله والده المناضل ابواحمد هذا الرجل الصلب القوي الذي كنت اتحدث معه عن ذكريات التاريخ فهو اصلا من مدينة غزه ولكن عائلته كان لها ارض في قرية هربيا على حدود قطاع غزه وقال لي يومها ان ابناء عمومته وانسبائه من حي الشجاعية من عائلة الحرازين وانه لازال على يتواصل معهم كان رحمة الله شرطي ايام الانتداب الانجليزي وبقي شرطي زمن الادارة المصرية وكان واعي ومثقف ويمشي من بيتهم في حي الرمال الى الى اقصى الشجاعية يتفقد اقاربه واصدقائه واحبائه مشيا على الاقدام .
وفي هذا اليوم العظيم نتذكر كوكبه من الأخوة المناضلين من ابناء حركة فتح وجيران الشهيد محمود الكومي في مقدمتهم الشهيد خالد الشيخ علي الذي استشهد في اقبية التحقيق في سجن غزه المركزي اثناء التحقيق معه في تاريخ 12/12/1989 وكان رحمة الله عليه يحب محمود حب شديد وتعرفت عليه انا في منزل محمود من خلال عدة لقاءات وربطتنا علاقه معا.
نتذكر في هذا اليوم نوجه التحية لهؤلاء الشباب في ذكرى محمود الكومي الأخوة توفيق ابوخوصه جمال اقطيفان وعاهد اقطيفان وبيان اقطيفان وعماد منير ساق الله ونجيب ابوالجبين وسعد الدين البكري وفيصل ابوالروس ونادر القيشاوي وهاني ابوزيد وزكريا التلمس والمرحوم ناصر ابوعياده واكرم الهسي وجلال شكشك وسليمان الرواغ و وغازي جبريل ونبيل الكتري والمرحوم وفا السقا ومحمود الجمالي وشقيقه حازم وجهاد البطش ومروان الاغا وبيان الاغا والاسير المحرر احمد ابومعيلق ووفيق ابوسيدو واخرين قد ننسى ذكرهم ويعتبوا علينا .
اعيد تنشيط الذاكره بذكر هؤلاء الرائعين الذين سبقونا الى رحمة الله ونتمنى الصحة والعافية لكل الأخوة الذين عايشوا تلك اللحظات التاريخيه من عمر شعبنا ونتمنى بيوم من الايام ان يتم توثيق تلك الاحداث التاريخية وكتابة سطورها.
بقلم/ هشام ساق الله