لن تفيد الوحدة ... بعد خراب مالطا !!!!

بقلم: وفيق زنداح

السؤال حول كيفية وامكانية الرد على الجرائم الاسرائيلية ... و في هذا السؤال القديم الجديد ... الذي لم يجد طريقه للاجابة الشافية والقاطعه والملموسة .... بل صراخ يدوي وتصريحات نارية لكلمات متناثرة ... وكأنها كلمات متقاطعة لا تجتمع على احداث صورة كاملة او واقع جديد يمكن البناء عليه .... لتحديد خطوات قادمة يجب اتخاذها والسير عليها .

كلا منا يعمل باتجاه وبقناعات خاصة به .. وكلا منا يتصرف علي هواه ومهما كانت النتائج والتي بمجملها أقل بكثير من التمنيات والتوقعات المطلوبة ... والمفترض ان نلمسها ونتأكد من وجودها باعتبارها الخلاص واستخلاص التجربة .

هجمة اسرائيلية استيطانية عنصرية ارهابية ... واقتحام للمدن والقرى والمؤسسات ... وتهديدات بالقتل لرأس الشرعية الوطنية الفلسطينية الرئيس محمود عباس ولأبرز القادة بحركة فتح الاخ محمود العلول ... تهديدات لا يمكن أخذها في اطار الحرب الكلامية ... او الحرب النفسية ... بقدر استخلاصات التجربة مع عدو مجرم تدلل على ان دولة الكيان تعمل بخطط مدروسة ومبرمجة ومتفق عليها مع أمريكا ومتوافق عليها داخل ائتلافهم الحكومي ... وهنا ما يستوجب علينا التوقف والتفكير والتمعن بخطورة ما هو قادم .

اسهل قرار يمكن اتخاذه ان نقلب الطاولة .... وان نجعل الضفة الغربية نارا تحت اقدام الغزاة الصهاينة وان نجعل المستوطنين والمستوطنات بمرمى حجارتنا ومقاومتنا وبكل ما تمتلك ايادينا .. كل شئ يمكن ان يكون ... لكن سيبقى السؤال ماذا بعد ؟! ربما بالسؤال ما يهبط العزائم ويجعلنا بحالة تراخي .... ولكن ليس بحالة قبول على اعتبار ان السلطة الوطنية ومؤسساتها احد مكتسباتنا الوطنية .... وليست كما يظن ويقول البعض بأنها سلطة واهية ... وشكلية ... ولا مبرر لها ... وفي هذا القول تعارض كامل مع كل ما يمكن ان يحقق لنا تجسيد دولتنا على ارضنا وحتى مقاومة المحتل من خلال وجودنا وليس عبر الحدود .

سيناريو الضفة وغزة دون سلطة وقيادة ومؤسسات ... سيكون كارثة لا نستطيع تحملها ... ولا نستطيع ان نعيد التاريخ لتكرار تجربة تأسيس السلطة الوطنية لاختلاف الظروف السياسية والوقائع وتداخلها وما حدث على معادلة المنطقة من متغيرات ... وكما يشهد العالم من تقلبات ... فاليوم ليس كما تاريخ تأسيس السلطة ... بعد اتفاقية اوسلو بالعام 93 ومدى اختلاف الظروف والوقائع .. وهذا لا يعني بالمطلق اننا قد حققنا الحلم والاهداف التي نسعى اليها لكن ما يجب ان نعمل عليه هو البناء على ما هو قائم ... وليس هدم ما هو قائم ... وفق مخطط اسرائيلي امريكي لاضعاف السلطة .. ومن ثم هدم مؤسساتها والعيش بحالة فراغ مؤسساتي وقيادي ... يسهل عليهم تمرير صفقتهم الملعونة ومخططاتهم الخبيثة والتي تستهدف ايجاد الحلول على مقاسهم وبما يخدم مصالحهم ... وبما يتعارض مع ثوابتنا واهدافنا الوطنية .

ما يستجد من تصعيد اسرائيلي واقتحامات وتوغلات يفرض علينا التحرك بسرعة اكبر حتى ننال عضوية دولة فلسطين بالامم المتحدة واعتبارها دولة تحت الاحتلال .... وان نعمل بمفهوم الدولة ... وليس بمفهوم السلطة .. ولكن هذا حتى يتم ويكون مؤثرا .... وقالبا لمعادلة ما يخطط ضدنا ... يجب ان نعيد وحدتنا ... وان ننهي حالة الانقسام الاسود الذي لا زال يضر بنا ... ويفتت جهودنا .. ويقسمنا ويجعلنا لقمة سائغة لعدو مجرم ولمخطط شيطاني استيطاني عنصري لا يمكن مواجهته قطعة قطعة ....وموقف من هنا وهناك ... او بصرخة او شعار .

النحذير من الفشل .... بحسب ما هو قائم ....وما لم يتم تعلمه من تجربة قاسية ومريرة لاستخلاصات تجربة طويلة ... ولا زلنا نراوح المكان ... ونتحدث بذات المفردات ... كما بذات الخطاب .... والذي سيكون مدمرا للامال والاحلام وسيهدد واقعنا ومستقبلنا السياسي والوطني .

ما نحن عليه أخطر واكبر من كل مصالحنا الحزبية ... واحلامنا التنظيمية ... وتطلعاتنا السلطوية وما يمكن ان نتغنى به من انجاز لنا .... و خطأ لغيرنا .

استمرار المراوغة والتسويف وكأننا نسير بحالة بطئ شديد كالسلحفاء والوصول ما بعد فوات الاوان ... وما بعد خراب مالطا !!!!! كما يقال مسألة تحتاج الي سرعة القرار بالوحدة وانهاء الانقسام وعدم اطالته بأكثر من هذا الحد والخطر القائم .

لا يمكن القبول باستمرار تقديم المطالب على تحقيق الوحدة والبناء عليها ... لان استمرار الحديث واعلان المطالب على ارضية الانقسام ... ستبقى مجرد كلام ... وليس أي شئ أخر وكما يقال بالمثل .... ما بعد خراب مالطا لا يفيد الكلام !!! .

بقلم/ وفيق زنداح