“السوشالجية “ وتدويل ملف الأسرى

بقلم: رأفت حمدونة

بداية السوشيال ميديا "social media" مصطلح انجليزى يعنى  وسائل أو وسائط التواصل الاجتماعي ، و" السوشلجية " كلمة اصطلح الاعلام عليها حديثاً وتعنى نشطاء وسائل التواصل الاجتماعى ، التى تشمل وسائل الاتصال الاجتماعى مواقع الشبكات والمدونات والحسابات جميعها " الفيس بوك وتويتر وانستجرام ويوتيوب وغيرها " .

وبفعل التكنلوجيا الحديثة تحول نشطاء التواصل الاجتماعى بشكل مهنى أو عفوى إلى صحفيين بالممارسة وليس بالدراسة أو المهنة أوالتخصص ، واستطاع " السوشلجية "  من نشطاء الأسرى مؤخراً بقدراتهم الذاتية أن يكتبوا الخبر ، وتصوير الحدث وأحيانا مونتاجه بشكل بسيط على برامج سهلة قد تكون على الهاتف النقال ، واستطاعوا نشر المادة بشكل سريع ، لوجود باقات الانترنت على الهواتف ، وقاموا بنقل الحدث وأشكال التضامن وورش العمل ورفع صور الأسرى ورسائل ذويهم في نفس اللحظة .

وأستطيع القول أن " السوشلجية " من نشطاء الأسرى قدموا الكثير بفعل التكنلوجيا التى أتقنوها في هذا المجال ، فأصبح كل سلوك أو انتهاك من إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية التى لم يستطع الأسرى سابقاً نقله ونشره إلا عبر زيارات الأهل ، أو الأسرى المحررين عند الفراج عنهم عبر الكبسولات ، وزيارات المحامين بعد أيام وأسابيع .

وضمن الجوانب الابداعية للأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية والتى ساعدت الأسرى والمتضامنين معهم في سرعة نقل المعلومة هى قدرتهم على تهريب الهواتف النقالة لداخل السجون لكسر منع الزيارات والتواصل مع الخارج، ونقلهم معاناتهم للجهات والمؤسسات ولوسائل الإعلام المشاهدة والمقروءة والمسموعة ، مما ساعد " السوشلجية "  على متابعة قضاياهم ونشرها ، والاجتهاد عبر الحملات الالكترونية في دعمهم واسنادهم ، والحديث عن الانتهاكات اللحظية والتفصيلية بحقهم .

وأعتقد أن نشطاء الأسرى عبر صفحات التواصل الاجتماعى لهم الفضل في تدويل قضية الأسرى ، وقدرتهم على ارهاق الاحتلال في الرصد ومتابعة كل ما ينشر على جميع مواقع التواصل الاجتماعى ، من خلال الرصد والمراقبة المستمرة بأحدث الوسائل التكنولوجية فى سياق ما يسمى بحروب "السايبر"، وباتت دولة الاحتلال تعتقل أولئك النشطاء على مساندتهم ودعمهم لعظيم تأثيرهم وخدمتهم لقضية الأسرى والدفاع عنهم محلياً وعربياً ودولياً .

بدون شك أن " السوشلجية "  من المتضامنين والخبراء في قضايا الأسرى استطاعوا أن يقدموا الكثير عبر جهودهم وحملاتهم وأشكال تضامنهم بلغات مختلفة ، واستطاعوا أن يحرجوا دولة الاحتلال بايصال الحقيقة التى غيبتها  على أن أسرانا هم " أسرى حرب أو معتقلين سياسيين " ، وأن هناك إجماع قانوني وقيمي وأخلاقي وإنساني يتفق عليه الجميع في معاملة (الأسرى والمعتقلين في السجون) والتأكيد على حقوقهم الإنسانية والآدمية، وفقاً لاتفاقيات جنيف التي تطالب بمعاملة إنسانية لجميع الأشخاص (الأسرى والمعتقلين) سواء، وعدم تعريضهم للأذى، وتجريم من يقوم بإيذائهم ، أو من يقوم بالتشويه، والتعذيب، والمعاملة القاسية، واللاإنسانية، والمهينة، والمحاكمة غير العادلة بحقهم .

وأجزم أن " السوشلجية المتضامنين مع الأسرى" عبر وسائل التواصل الاجتماعى وبلغات مختلفة للعالم ، أكدوا على مكانة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين كطلاب حرية ، وفق توصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة،وعلى حق الشعوب في تقرير المصير .

بقلم/ د. رأفت حمدونة