مع استمرار احتجاجات حركة السترات الصفر في فرنسا لخمسة أسابيع متتالية نرى بأن حركة السترات الصفر باتت لم تقتصر على فرنسا لوحدها، بل اجتاحت عددا من دول أوروبا في الأسابيع الأخيرة حتى أنها وصلت لدولة فنلندا، لكن السؤال لماذا ظهرت حركة السترات الصفراء؟ وإلى أين ستصل الأمور؟ هل سيتم احتواء الأزمة، أم ماذا؟
ما من شك لا يمكن لأية حركة أن تظهر دون سبب مقنع، فحركة السترات الصفر ظهرت في فرنسا لأول مرة من أجل التنديد بزيادة الضريبة على أسعار الوقود لا سيما الديزل، والتي كانت حكومة فرنسا اقترحتها لسبب تشجيع الانتقال إلى الطاقة الخضراء. فالكل بات يعلم ما هي مطالب حركة السترات الصفراء، لكن كما نرى بأن هذه الحركة، التي استطاعت أن توصل رسالتها للحكومة الفرنسية عبر استمرار الاحتجاجات في شوارع مدن وبلدات فرنسا فإنها مستمرة على ما يبدو بمطالبها، وهذه المطالب تتمثل في خفض الضرائب، وأن يتم رفع الحد الأدنى للأجور، كما أنها تطالب بتحسين ظروف المعيشة. لكن كما رأينا في احتجاجات السترات الصفر، لا سيما بعد خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنها باتت تطالب باستقالة ماكرون. لكن إلى أين تسير هذه الاحتجاجات في ظل مطالبة الحكومة الفرنسية انسحاب ما تبقى من ناشطي السترات الصفر من شوارع مدن فرنسية، وذلك من أجل تهدئة الشارع الفرنسي عبر نقاشات وطنية من أجل تهدئة الأزمة المستمرة في فرنسا منذ أسابيع.
بدون أدنى شك بأن تحرك السترات الصفراء اجتاح أوروبا، حتى أن حركة السترات الصفر ظهرت في فنلندا، ولا يأتي هذا التحرك من فراغ، وإنما لهذه الحركة مطالب كانسحاب فنلندا من منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي، ومن بين مطالبها أيضا رفض الاتفاقية الدولية بشأن الهجرة، وقبل فنلندا ظهرت حركة السترات الصفر في هولندا والنمسا وإيطاليا وكندا حتى العراق وإسرائيل في ظاهرة باتت تحتج على ما يعانيه مواطني تلك البلدان ..
عطا الله شاهين