لا شك بأن ما يحدث في أوروبا من انتفاضات اجتماعية يقودها مواطنون يريدون تحسين معيشتهم، ويحتجون بطرق سلمية، على الرغم من أحداث عنف حدثت في جادة الشانزليزيه قبل أكثر من أسبوع، حينما أحرق المتظاهرون سيارات مدنية متوقفة على أرصفة الشوارع في عاصمة الأنوار باريس، لكن يبدو بأن الانتفاضات الاجتماعية امتدت إلى معظم دول أوروبا حتى أنها وصلت لدولة فنلندا، وفي ظل استمرار هذه الاحتجاجات فألى أين ستوصل أوروبا ؟
ما من شك حينما يبدأ المواطنون في أي بلد بالاحتجاج والانتفاض إنما يكون وراء هذا الاحتجاج الكثير من الدوافع، وكما رأينا حينما ظهرت حركة السترات الصفر في فرنسا لأول مرة، فتلك الحركة التي اكتسبت زخما شعبيا فرنسيا وأوروبيا قامت وانتفضت بسبب زيادة الضريبة على أسعار الوقود، لا سيما الديزل المستعمل من قبل كثير من قطاعات النقل، ومع استمرار احتجاجات أصحاب السترات الصفر طرحت لها عدة مطالب واستطاعت أن توصل رسالتها للحكومة الفرنسية من خلال خروجها إلى شوارع مدن فرنسا وبقائها في الشوارع، لا سيما في أيام السبت، فالمطالب أصحاب السترات الصفر تتمثل في خفض الضرائب، وأن يتم رفع الحد الأدنى للأجور، ومطلبها الأهم هو تحسين ظروف المعيشة. ورأينا بعد خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظلت حركة السترات الصفر على موقفها، لأن خطاب الرئيس إيمانويل ماكرون لم يعجب أصحاب السترات الصفر..
وكما نرى لم تقتصر انتفاضات السترات الصفر على فرنسا لوحدها، لكنها امتدت إلى دول أوروبية عدة، ووصلت إلى فنلندا، فحركة السترات الصفر في فنلندا ظهرت لتطالب حكومتها بانسحاب فنلندا من منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي، ومن بين مطالبها أيضا رفض الاتفاقية الدولية بشأن الهجرة، ويبدو بأن أوروربا على أبواب انتفاضات اجتماعية واقتصادية في ظل معاناة الشرائح الفقيرة، ولكن السؤال هل ستغير هذه الانتفاضات من واقع ما تعانيه الشرائح المجتمعية المهمشة من غلاء في المعيشة وتحسين ظروف حياتها، أم أنها ستحتويها حكومات تلك البلدان بوعودات؟.
بقلم/ عطا الله شاهين