العالم معنا...... فلماذا لا نكون مع أنفسنا ؟؟!!

بقلم: وفيق زنداح

بصحيفة اسرائيل (هيوم ) كتب أن سفير اسرائيل لدي الأمم المتحدة داني دانون طالب مجلس الأمن بإدانة فورية للهجمات المسلحة بالأسبوع الماضي ....كذلك ادانه سياسة دفع الرواتب لمنفذي العمليات من قبل السلطة الوطنية ..... كما قال السفير الاسرائيلي مدعيا كما ساسته وقادته أن نشاطات الرئيس محمود عباس (ارهابية ) ...... على حد قوله وزعمه وتضليله للمجتمع الدولي..... وأضاف السفير الاسرائيلي أن الرئيس أبو مازن يقوض الاستقرار بالمنطقة ...... واسرائيل تحتفظ بحقها في حماية مواطنيها !! .
واضاف داني دانون أن القيادة الفلسطينية تتحدث في الأمم المتحدة عن السلام ....وفي رام الله تواصل تصدير الارهاب كما يدعي ويزعم !! ...... كما تواصل نشر رسائل الكراهية والتحريض !! ...... كلام معكوس لرجل معتوه ......يقول ما ليس حقا يظلل ويخادع الي الحد الذي يجعل كل من يستمع لتصريحاته أن يكذبه ......وأن يعكس كلامه لمن ينشرون قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال وهم يعربدون ويقتلون ويدمرون منازل الامنين ....وحتى اطلاق التهديدات للرئيس محمود عباس ولنائب رئيس حركة فتح محمود العالول برسائل كراهية وتهديد للدفع باغتيالهم من قبل المتطرفين والمتشددين الصهاينة .
لم يتأخر الرد الأممي كثيرا ..... بل كان القرار مباشرا وساحقا وبأغلبية 172 صوتا مؤيدا لحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني ..... ولم يكن معارضا الا 6 دول منهم أمريكا واسرائيل وكندا و3 جزر بالمحيط الباسفيكي لم يسمع عنهم أحد ...وليس لهم أدني تأثير يذكر .
أي ان ارادة العالم بأغلبيته الساحقة مع حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحقه باقامة دولته بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية .....ولم يقف معارضا للقرار الأممي الا أمريكا واسرائيل الذين يفشلون مرة تلو المرة بحلبة السياسة الدولية .....كما يفشلون بمخططاتهم الارهابية والعدوانية على شعبنا وقيادتنا .
فلماذا لا تلتقط اسرائيل وأمريكا الرسالة الأممية من الغالبية العظمي من دول العالم ؟!! ....
باختصار شديد ......لأن اسرائيل تريد أن تبقي على احتلالها وعنصريتها واستيطانها وارهابها كما امريكا التي تريد الابقاء على مصالحها بدولة الكيان وبالمنطقة .....كما الابقاء على الدعم اليهودي والصهيوني للادارة الامريكية .
الرئيس محمود عباس يحظى بتأييد واحترام من المجتمع الدولي بكافة دوله..... ويخاطب العالم بلغة العقل والمنطق والقانون الدولي .... ويحظى بدعم دولي غير مسبوق ...... ومرحب به بكافة العواصم والمؤسسات الدولية ......ويلتقي بكافة الزعماء والمسؤولين بالعالم أجمع .... ويحظى بتأييد العالم العربي والاسلامي ودول الاتحاد الافريقي ودول عدم الانحياز ودول المؤتمر الاسلامي ودول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبعين ودول جنوب شرق أسيا ..... أي أن التأييد الدولي للرئيس عباس بصفته الاعتبارية والشخصية دعم للقضية الفلسطينية وللشعب العربي الفلسطيني بتقرير مصيره كحق كامل ومشروع وغير منقوص .
السياسة الفلسطينية استطاعت بحكمة وقدرة واقتدار أن تعزل الخطاب الأمريكي ..... كما الرواية الاسرائيلية ......وأن تبقي على القضية الوطنية الفلسطينية في سلم أولويات المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية ......والتي تتوالي في تأييدها ودعمها ..... ولم تستطع أمريكا واسرائيل أن يحققوا قرار واحدا يساند موقفهم ويدعم توجهاتهم ويحقق لهم ادانتهم المزعومة .... فلماذا برأيكم ؟!! ...
لأن امريكا واسرائيل يتناقضون مع الشرعية الدولية وقرارتها...... كما يتناقضون مع ارادة المجتمع الدولي وتوجهاته السياسية لدعم الاستقرار والأمن بالعالم ......كما يتناقضون مع القانون الدولي والانساني ......ولا يقبلون الا بالعنصرية وممارسة الارهاب ....واستخدام القوة المفرطة ضد الشعوب المحتلة .....فهل ستبقي أمريكا واسرائيل بحالة العزلة الدولية بسبب القضية الفلسطينية ؟؟!!.
امريكا تحاول بكل جهد ممكن ان تشكل من الفرق والخبراء لانجاز صفقتهم الملعونة وحتى يتمكنوا من فرضها وتمهيد الطريق لها بنفوذهم وسياساتهم ..... وممارساتهم للضغوط على العديد من العواصم والزعماء ....لكنهم يفشلون برفض الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني .
واسرائيل تري أن أمريكا تقوم على طبخ صفقتها لتمريرها بما يحقق لها مصالحها وأمنها الاستراتيجي ووجودها الأبدي .....وتعمل على صياغة الروايات والمسميات لالصاق صفة الارهاب بكل من يعارضها من الرئيس عباس والقيادة وحتى أي فصيل فلسطيني ....وما تحقق من فشل حتي الان لدولة الكيان ....وللادارة الامريكية
فماذا تبقي لأمريكا واسرائيل أن يقوموا بفعله لمحاصرة القيادة وعلى رأسها الرئيس عباس وضرب المشروع الوطني ؟!!
بصراحة ووضوح......... فان ما تقوم به امريكا واسرائيل ومن معهم ليقوموا به ....هو الابقاء على حالة الشرخ الفلسطيني والانقسام باعتباره فرصة سانحة للاستغلال والبناء عليها لاعطاء الصورة أن الفلسطينيين غير متفقين وغير موحدين..... وانهم ليسوا على قدر أن يكونوا مسئولين عن أنفسهم...... وبالتالي يجب ابقائهم ما بين الحكم الذاتي ....وأقل من الدولة وبسيطرة اسرائيلية على الحدود والامن ...... أي أنهم يريدون لنا حرية منقوصة .....كما سيادة منقوصة ..... كما يريدون قيادة تتساوق معهم ومع مشاريعهم ومع صفقتهم المشبوهة .... وهذا لا يمكن ان يكون .... والتاريخ وقد أجاب بصفحاته وعناوينه على الحقيقة الساطعة والتي لا تقبل الشكوك ..... كما الواقع بكل تجلياته التي تؤكد بأن ليس بيننا من يمكن أن يفرط ....أو يتنازل أو يستسلم .
ما يدور ويدبر ويخطط...... يحتاج الي الكثير من الوعي واليقظة والمراجعة ...... كما يتطلب الاجابة عن السؤال...... اذا كان العالم معنا .....فكيف لا نكون مع أنفسنا ؟؟!!
الكاتب / وفيق زنداح