حمل إلي البريد هدية من الصديقة الشاعرة ريتا عودة المقيمة في عروس الكرمل حيفا، وهو ديوانها الشعري الموسوم " مباغتًا جاء حبك "، الذي كان قد صدر عن دار الرصيف للنشر والاعلام- رام الله، وجاء في ١٦٠ صفحة من الحجم المتوسط، وضم بين طياته عشرات الومضات المكثفة والقصائد القصيرة جدًا، التي تعتبر احدى الرياديات فيها، وفاضت بها روحها الشاعرية. إنها قصائد حب وسمفونيات عشق نسجتها بحروف من حرير بخيالها المجنح.
ومما جاء في كلمة الناشر على الغلاف الأخير للديوان: " مباغتًا جاء حبك هو ليس اسم ديوانها فقط، انما هي تلك المشاعر التي فاضت نهرًا من كلمات، حبرها دمع وتمرد، صمت وبوح وصرخة. فهي تنتقي كلمات تلبسها ثوب الفرح مرة أخرى في ثوب الفارس الذي يمتطي صهوة الشمس ويأتي في الزمن القادم".
وتتكىء قصائد الديوان على جمل شاعرية مكثفة خاطفة الدفقة الشعورية، وهو ما أصبح يعرف بالريتيات، تغلفها باحساس رقيق شفيف، وتلجأ إلى لغة الشعر المنثور، او قصيدة النثر، كلماتها بسيطة، فيها عذوبة وطلاوة، ولها نكهة خاصة، وفيها الكثير من المحسنات البلاغية كالاستعارات والأوصاف والتشبيهات، ونجدها دائمة البحث عن الأفكار والمصطلحات البسيطة ذات الايحاءات العميقة، صورها الشعرية مكثفة تعتمد على الايحاء وعنصري الخيال والمفارقة.
تقول ريتا في احدى ومضاتها الجميلة:
سأكون السفينة
وتكون بحري
ساكون الوردة
وتكون عطري
سأكون قصيدة
وتكون قافيتي
وتزفني إلى:
حلمي الأخير
***
صوتك خبزي اليومي
***
ضمني إليك
كما يضم شاعر
عجز بيت إلى صدره
***
ريتا عودة شاعرة قادرة ومتمكنة من اللغة، تسبح وتغوص في بحر الكلام، عاشقة للكلمة الجميلة الحلوة، لديها أكثر من حلم، تبحث عن رجل الحلم الذي رسمت له في مخيلتها وأحلامها الوردية ألف صورة وصورة، وهي دائبة البحث عنه، والسؤال هل ستجده يومًا؟؟!! في ظني لن تجده..!!!!
شكرًا لك ريتا عودة على هديتك، وكم استمتعت بقراءة نصوص الديوان فهي أشهى من نبيذ العنب الخليلي، مع خالص التحايا والتقدير .
بقلم: شاكر فريد حسن