اقتحام مناطق (ا) ماذا يعني؟

بقلم: عطاالله شاهين

لا شك إن ما جرى قبل أيام من اقتحام مناطق (ا) في مدينتي رام الله والبيرة من قبل قوات الاحتلال، إنما يعد رسائل سياسية وأرادت إسرائيل إيصالها للسلطة الفلسطينية، لا سيما بعيد اقتحام مقر وكالة وفا، وهي وكالة رسمية ناطقة باسم السلطة الفلسطينية، وتحججت إسرائيل بدخولها إلى مناطق السيادة الفلسطينية بحجة البحث عن مطلوبين فلسطينيين، ومن هنا ليس تلك الحجج تجبر قوات الاحتلال على الدخول إلى مناطق سيادية فلسطينية، لكن يبدو بأنها رسائل سياسية أرادت إسرائيل من خلالها القول بأنها قادرة على تقويض السلطة، وقي ذات الوقت فهي لا تريد إضعاف السلطة، لكي لا تستطيع حركة حماس السيطرة على الضفة، فكما نرى باتت قوات المستعربين تقتحم المدن الفلسطينية، وتعدم الفلسطينيين بدم بارد فلسطينيين، وهذا يؤدي بدوره إلى مزيد من التدهور الأمني..
ما من شك بأن استهداف الاحتلال المستمر لشعبنا الفلسطيني، الذي ما زال يرزح تحت الاحتلال ما هو إلا لثنيه عن مطالبته بالحرية والاستقلال، فالقيادة الفلسطينية تحاول من خلال اتصالاتها الدبلوماسية حثّ الدول على الاعتراف بدولة فلسطين، فلا يمكن أن يظل شعبنا الفلسطيني ينزف دما. ورغم استمرار الاحتلال بالاعتداءات على شعبنا الفلسطيني، إلا أن تلك الاعتداءات لن تثنيه عن مطالبته بدولة فلسطينية على حدود 67 ، ورغم كل ما يحاول الاحتلال من ترهيب شعبنا، إلا أنه مصمم على الخلاص من الاحتلال. فدماء شعبنا الفلسطيني، على الرغم من نزفها المتواصل، نتيجة استهداف الاحتلال وقطعان المستوطنين المستمر ضد الشعب الفلسطيني، إلا أنه لن يقبل أن يعيش إلى الأبد تحت الاحتلال. إن اقتحام مناطق (ا) لا يمكن أن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور الأمني في الضفة الغربية، ومن هنا على المجتمع الدولي أن يعلي صوته كفى لاحتلال الضفة الغربية، حان الوقت للتوصل إلى تسوية عادلة عبر حل الدولتين، لأنه هذا هو الحل الأفضل..


عطا الله شاهين