لا شك بأن زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير المفاجئة إلى سورية مؤخرا، والتي تعد أول زيارة لرئيس عربي إلى سورية، وكما رأينا لاقت زيارته اهتمامات كثيرة، لكن السؤال ماذا تعني هذه الزيارة لزعيم عربي، التي قام بها البشير، فالكثير من المحللين السياسيين يرون فيها بأنها تأتي كالاعتراف بانتصار سورية، لكن هناك آراء أخرى حول زيارته لسورية، فهي تشكل نهاية مرحلة، كما أن زيارته تأتي بعد مرور ثمان سنوات على العدوان على سورية، لا سيما بعدما انتصرت سورية على مشروع إسقاطها الذي فشل، كما أن زيارة الرئيس السوداني تأتي على خلفية التحولات الميدانية الكبيرة، وربما السير صوب محور المقاومة، لا سيما بعدما تمكن النظام السوري مع حلقائه من هزيمة الجماعات المسلحة التكفيرية.
فبعد التطورات الأخيرة في سورية بدأت دول عربية تدرك انتصار سورية في الميدان، لا سيما بعد تراجع أمريكا عن إسقاط الرئيس السوري، ومن هنا نرى دولا عربية سارعت لفتح سفارات لها في دمشق كدولة الإمارات مثلا، فالمملكة العربية السعودية ما من شك تدعم الحل السياسي في سورية، كما أنه تجري تحضيرات لزيارة الرئيس العراقي برعم صالح إلى سورية، وفي ظل التحولات الميدانية لصالح الأسد تجري الاستعدادات لعقد قمة عربية في شعر آذار/ مارس المقبل وستقوم دولة تونس بتوجيه دعوة للرئيس السوري لزيارة تونس وكل هذه التطورات هي نتيجة انتصار سورية على الجماعات التكفيرية، التي أرادت تغيير النظام السوري.
لا شك بأن ما يجري من تقارب عربي مع سورية بأتي نتيجة انعكاس لانتصار سورية، لا سيما بعد صمودها ثماني أعوام من حرب دمرت سورية من محور العدوان، الذي شن حربا على سورية، ويأتي كل هذا التقرب العربي نحو سورية نتيجة تراجع الولايات المتحدة عن إصرارها السابق برحيل الأسد، ومن هنا فإن زيارة البشير لسورية لها دلالات قوية في ظل ما يجري في المنطقة من تحولات سياسية..
عطا الله شاهين