العمل النقابي الطلابي بين الواقع والطموح

بقلم: احمد زهران

العمل النقابي ضرورة يقتضيها الواقع، يهدف بالأساس إلى تجميع قوة شريحة أو فئة للدفاع عن مصالحها المادية والمعنوية المباشرة والغير مباشرة وهو تعبير عن حالة الوعي السياسي .

والعمل النقابي الطلابي في فلسطين له خصوصية فريدة بحكم واقع الصراع بين المشروع التحرري الفلسطيني والمشروع الصهيوني الاستعماري، فكان قدراً على الطالب أن يجمع بين النضال النقابي الطلابي والنضال السياسي التحرري في آن واحد، حيث شكلت الحركة الطلابية رافد أساسي من روافد المشروع الوطني، فمعظم القادة التاريخيين بدؤوا مسيرتهم أثناء دراستهم الجامعية وتولوا أدواراً قيادية في الحركة الطلابية حيث كانت في وقتها الحركات الطلابية تمارس ثلاثة أدوار مهمة، اولها مقاومة الاحتلال وسياسته، وثانيها  العمل النقابي الهادف لخدمة الطلاب وتخفيف الاعباء عليهم والوقوف بجانب الفئة المهمشة، وثالثها العمل المجتمعي والتطوعي "العونة" .

وبعد توقيع اتفاق اوسلو وما آلت اليه الاوضاع على الساحة الفلسطينية من التشوهات السياسية في النظام السياسي الفلسطيني والانقسام الحاد بين حركتي فتح وحماس وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية أدى الى تراجع دور الحركة الطلابية بشكل غير مسبوق في العمل النقابي .

ونبرز في هذه المقالة الى أين وصلت الحركة الطلابية والتحديات امام عملها النقابي :

إن الاساس الذي يقوم عليه العمل النقابي في الحركة الطلابية هو الحفاظ على حقوق الطلبة وحمايتها من جشع الرأسمالية التي تمارسها إدارة الجامعات في رفع أقساطها لزيادة أرباحها ليترك عبئاً كبيراً على كاهل الطلبة وعائلاتهم، حيث انها فشلت غالبية مجالس الطلبة في الجامعات بوقف هذا الارتفاع .

وما دام أن الأصل في وجود الحركة الطلابية هو تنوع في تقديم الخدمات الطلاب الا أن الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية والتعصب الحزبي لدى بعض قيادات الحركة الطلابية يعمل على عرقلة عمل الاطر الطلابية داخل الجامعات إما برفض مجلس الطلبة الانشطة التي تقدمها الاطر الطلابية، او منع الاطر طلابية من ممارسة نشاطها النقابية .

ولا يتم تفعيل الحركة الطلابية الا بتجديد الديمقراطية حيث أنها أصبحت شعار يرفع في بعض الجامعات أو يغيب تغيياً تاماً في بعضها،
حيث أن الانتخابات معطلة دون سبب واضح في بعض جامعات ولم تجر أي انتخابات لمجالس الطلبة  منذ أكثر من خمسة أعوام، أي أن جيلاً كاملاً من الطلاب قد ينهي أعوامه الجامعية الأربعة دون أن تتاح له الفرصة في المشاركة بانتخابات واحدة.

إن الخروج من هذا المأزق يتطلب ما يلي:

اولاً : إيمان جميع مكونات الحركة الطلابية بالشراكة الوطنية والعمل الجماعي في الدفاع عن حقوق الطلبة، والسماح لجميع الحركة الطلابية بممارسة عملها النقابي في خدمة الطلاب وتخفيف الاعباء عنهم .

ثانياً : النضال من أجل إقرار قانون الصندوق الوطني للتعليم العالي الذي قدمه الدكتور مصطفى البرغوثي للمجلس التشريعي في عام 2006 وتم الموافقة عليه بالإجماع الذي يعمل على إنهاء أزمة الأقساط لجميع الطلبة .

ثالثاً : النضال من أجل تعديل قوانين تتوائم مع متطلبات العمل النقابي الطلابي وحمايتها من تدخل الاجهزة الامنية، وتحقيق الديمقراطية بدورية الانتخابات وتطبيق قانون التمثيل النسبي الذي يحمي حقوق الأقليات والأطر الطلابية .

رابعاً : يقع على عاتق الطلبة مهمات ومسؤوليات كبرى تتصل في زيادة وعيهم بأهمية العمل النقابي، وصون قيم العمل التطوعي، وإختيار من يمثلهم ويصون حقوقهم ويخدمهم عمل نقابياً بحتاً .

من أجل إحداث تنمية سياسية واجتماعية حقيقية في فلسطين وحتى تكون الحركة  الطلابية مواكبة للمتغيرات والمستجدات عليها تقديم أداء ديمقراطي عصري يعتمد على المهنية والشفافية والاستقلالية وأن تكون متحررة من التعصب الحزبي، لانه لا دولة حديثة قوية بدون عمل نقابي حر وفاعل، فما بالكم عندما يتعلق الامر في فئة الشباب ؟!

بقلم أحمد زهران القيادي في تجمع المبادرة الطلابي الذراع الطلابي لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية .
22-12-2018