أهدانا الصديق الاعلامي والشاعر قيصر كبها، من قرية عين السهلة، ديوانه الثاني " دعوة لشرب القهوة " الصادر عن دار السكرية للنشر والتوزيع في القاهرة، وهو نصوص نثرية وهدهدات وجدانية تحاكي الحب والوطن والطبيعة والجبال والمرأة والبحر، وتغلب عليها الرومانسية الحالمة، والجمالية الفنية.
وكان قد صدر لكبها قبل عدة شهور باكورة أعماله الشعرية بعنوان " ولكم التحليق ".'
وقد كتب لي في الاهداء: يقول: " إلى الكاتب والناقد والصديق شاكر فريد حسن، الذي تبحث حلاوة العبارات بطعم الرطب، ويفتش الكلام اللامع كالذهب عن يراعه ولو لأجل الدخول في إبداعه مع تحياتي وتقديري ".
قيصر كبها يبدو في هذا الديوان شاعرًا عذبًا، رقيقًا، يصطاد لوحاته النثرية اصطيادًا، فلا تتكلفه ولا يتكلفها، فتأتي وكأنها أغنيات أو معزوفات موسيقية تتهادى بين نسائم جبال الخطاف، كتبت أو رسمت بأنامل فنان لتكون قصائد من حب وجمال ودفق عذب بنكهة القهوة العدنية المهيلة.
ومن أجواء الديوان :
خذني معك
أنا ضلع منك
اعدني الى أضلعك
لا تدعني
خذني الى موضعك
ضعني في صدرك
أنا لن أوجعك
دقات قلبك تهتف بمسمعي
أريد أن أسمعك
صدرك ضيق لا يتسع؟
آه يا صدره، ما أوسعك
آه يا حنانه، ما أروعك
نعومة يدي
ستمسح أدمعك
خذني معك
أشواقي جامحة
أنا في اختبار وقبل اختباري
علي أن أراجعك
أنت طريقي
وأريد أن أسلكك
أنا ضلع منك
أرجعني الى أضلعك!
نصوص الديوان تفيض رقة وحسًا مرهفًا، بذلك التناغم والاندماج بين انتقاء الصور واستخدام اسلوب السهل الممتنع، والمفردات البسيطة السهلة الواضحة، والجملة الشعرية المنسابة، المزنرة بحرارة العاطفة وطقوس الحب والإشراق، فينسج منها عبيرًا من الرؤى والأفكار، الدالة على عناصر الجمال والخيال الواسع الخصب، ليصل في النهاية إلى نص نثري بالغ التأثير والتعبير والاشارات.
وغني عن القول، أن قصائد الديوان هي قطرات حب، وأناشيد فرح، وأغاني وطن، وألحان أمل.
لقد قرأت الديوان من الألف حتى الياء، ورشفت ما طاب من قهوته، واستمتعت بنكهتها، وراقتني مضامينه وموسيقاه وأنغامه الشجية ولغته الرشيقة الحية التي تعانق القلب، وتمس الوجدان.
فشكرًا يا صديقي الخطافي قيصر كبها على هديتك، ودمت برقيك وحرفك الشفيف، وزادك الباري الهامًا وإبداعًا وألقًا وتميزًا، وبانتظار المزيد من كتاباتك واصدارتك.
بقلم/ شاكر فريد حسن