شام أبو مخ فنانة فلسطينية طموحة تعانق قضايا وطنها وشعبها ومجتمعها. لم تخطط لمسيرتها الفنية، رغم أنها حاضرة بكل قوة على خشبة المسرح الفلسطيني، وتجسد الشخصيات الفلسطينية التي تنقل، وبكل التفاصيل، الهم والحزن والوجع والفرح الفلسطيني، وتؤدي أدوارًا مسرحية مميزةتمثل المرأة الفلسطينية، تطرح عبرها الواقع المرير الذي تعيشه النساء الفلسطينيات.
وبالرغم أن الفن في المجتمع العربي الفلسطيني لا يشكل جزءًا من حياة الفرد، وبالتالي تنعدم الفرص أمام المحاولات والمبادرات والتجارب الفنية والابداعية، لكن اصرار شام أبو مخ على تحقيق طموحاتها ومشاريعها الفنية في مجال المسرح، جعل م منها امرأة عصامية مميزة في مجتمع له خصوصيته تجاه المرأة.
شام أبو مخ من باقة الغربية، ولدت العام ١٩٨٦، درست موضوع الطفولة المبكرة في كلية القاسمي، تزامنًا مع دراستها للمسرح والدراما في كلية سمينار ، وعملت بالمركز الجماهيري في بلدها.
أحبت الفن منذ نعومة اظفارها، وسحرتها الكثير من الشخصيات التي تتعاطى الفن المسرحي، لكنها لمست هذه الموهبة تكبر معها، فراحت تكتب النصوص وتقوم بالتمثيل، وتصقل شخصيتها بالتجارب المسرحية، وكان أول عرض لها مسرحية للأطفال مع الممثلة كرمة زعبي، ولقيت التشجيع والدعم المعنوي منها ومن محمد عبد الرؤوف ووليد عثامنة، وأعقب ذلك تقديم نص موندرامي في كلية القاسمي بيوم دراسي.
وتوالت عروض شام أبو مخ في ربوع الوطن الفلسطيني والخارج، فقدمت عرضاً وطنيًا ساخزًا لاهالي مخيم جنين، وشاركت في فيلم روائي بعنوان " أبناء الموت " من انتاج بلال جرجورة واخراج عبده أبو رومي.
وقبل سنوات أسست فرقة شبابية باسم فرقة شام للفن المسرحي، وقدمت عرضًا باللهجة البدوية بعنوان " حمدة "للشاعر عمر الفرا.
كما واشتركت شام أبو مخ بمهرجان عالمي في مدينة اسطنبول التركية، وقدمت عرضًا مميزًا وهامًا كان له أثر واسع ووقع كبير على الحضور. وبالإضافة إلى ذاك قدمت عملاً مسرحيًا دراميًا عن رسام الكاركاتير الفلسطيني الشهيد ناجي العلي ( حنظلة ) تخليدًا له، وأهدته لكل الفلسطينيين أينما تواجدوا.
وعرضت شام أبو مخ أيضًا مشروعها للتخرج بعنوان " ما هو تأثير المحاكاة على إثارة الدافعية عند المعلمين في لواء حيفا ".
ومن الانصاف الاعتراف أن شام أبو مخ فنانة قديرة وجريئة تطرح همومنا ومعاناتنا، وتسير بخطى واثقة وثابتة في دروب الفن والابداع، وإننا نفخر بأن في أعمالها جوهر الأشياء، وعصارة الوجع والألم والواقع الفلسطيني.
إنني إذ أحيي الصديقة الفنانة شام أبو مخ على جهودها، أشد على يديها، وأتمنى لها مستقبلًا فنيًا يانعًا زاخرًا بالعطاء والنجاح، وتحقيق كل ما تصبو إليه من مشاريع فنية، وإلى أمام.
بقلم:شاكر فريد حسن