قرر الائتلاف الحكومي الاسرائيلي تبكير موعد الانتخابات للكنيست واجرائها في التاسع من نيسان المقبل، وذلك بعد سنوات عجاف من الحكم اليميني المتطرف بزعامة نتنياهو والأحزاب الفاشية والعنصرية من اليمين المعادية للجماهير العربية ولشعبنا الفلسطيني وتتنكر لحقوقه المشروعة العادلة.
وما من شك أنه خلال فترة حكم نتنياهو تزايدت مظاهر العنصرية والفاشية والجريمة وأعمال العنف والاستيلاء على الاراضي وهدم البيوت العربية، وزادت نسبة الفقر والجوع والأوبئة الاجتماعية وتدنى مستوى دخل الفرد، وتعمقت البطالة، وازدادت الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية سوءًا.
وفي الحقيقة ان الخاسر الوحيد من هذه الانتخابات هو ما يسمى ب " اليسار الاسرائيلي " الذي يتكون من أيتام حزب " العمل " و " ميرتس "، الذي تراجع كثيراً في السنوات الاخيرة ولم يشكل بديلًا لسياسة الليكود.
إن قرار تبكير موعد الانتخابات يعود إلى فشل الائتلاف الحكومي التوصل إلى توافق حول مشروع قانون التجنيد الخاص بالحريديم، حيث أدرك نتنياهو بعد استقالة ليبرمان أن حكومته لن تعمر طويلًا، فاختار شهر نيسان القادم لاجراء هذه الانتخابات، قبيل شهر رمضان المبارك، وبعيد الاعياد اليهودية.
وبالرغم أن نتنياهو متهم بالفساد والرشاوى، إلا أنه يحظى بشعبية واسعة، وتدل جميع الاستطلاعات على زيادة قوته، ويعود ذلك الى وجود ازمة قيادة سياسية في اسرائيل، فقد رحلت الزعامات والقيادات الاسرائيلية العريقة والمخضرمة، ولم يتبق في المجتمع الاسرائيلي سوى نتتياهو، الذي سيفوز في الانتخابات وسوف يشكل حكومته الخامسة التي ستكون أكثر حكومة يمينية متطرفة، معادية للعرب وللفلسطينيين.
ولذلك فليس أمام جماهيرنا العربية وقواها واحزابها السياسية والوطنية والاسلامية الفاعلة في الشارع العربي، إلا الحفاظ على القائمة المشتركة وتوسيعها وضم شركاء آخرين من المستقلين والزعلانيين من أحزابهم، فشمروا عن سواعدكم ومزيدًا من اليقظة والوحدة والتلاحم الحقيقي في مواجهة التحديات القادمة، فالقادم أشد وأكثر خطرًا على الهوية الفلسطينية والوجود العربي في هذه البلاد.
كتب: شاكر فريد حسن