هل مات حلم الأكراد في سورية؟

بقلم: عطاالله شاهين

لا شك بأن الأكراد طيلة السنوات الماضية اعتبروا أمريكا حليفة لهم في سورية من خلال الدعم، الذي كانت تقدمه الإدارة الأمريكية في السنوات السابقة لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، لكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قواته من سورية خذلهم، واعتقدوا بأن دعم أمريكا لهم سيفضي إلى تحقيق شيء من حلمهم، لطالما حلموا بفيدرالية كردية مفتوحة في شرق الفرات.
ظل الأكراد يحلمون بإنشاء وطن أو كيان مستقل لهم، لا سيما بأن عددهم في أربع دول إسلامية، يتجاوز الثلاثين مليونا، لكن في ظل النكسات، التي كانوا يتعرضون لها، فإنهم لم يحققوا حلمهم بإقامة كيان لهم في إحدى الدول الأربعة، لأن الدول الأربعة لن تسمح للكرد بقيام فيدرالية، وتعتبر تلك الدول قيام فيدرالية خطا أحمر، ومن هنا وبعد سحب أمريكا لقواتها من سورية فالأكراد يرون بأن حلمهم لم ير النور لقيام حكم ذاتي لهم، لا سيما في شمالي سورية أو شرق الفرات، لكن في ظل التطورات الجديدة في شمالي سورية، فكما رأينا بأن الجيش العربي السوري دخل منبج، والمعلوم بأنها تقع تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) في شمال سورية، وذلك من أجل حمايتها من التهديدات التركية، وذلك بعد أن وجه الأكراد دعوة للجيش السوري لحمايتها، لكن السؤال هل الأكراد عقب سحب القوات الأمريكية لقواتها من سورية سيلجئون إلى دمشق، أم أنهم سيبحثون عن إستراتيجية جديدة لبقاء حلمهم في قيام فيدرالية لهم شرق الفرات، أم أنهم سيتخلون عن حلمهم، والتفاوض مع النظام السوري لإعطائهم حكم ذاتي هذه مجرد أسئلة تنتظر إجابة..

عطا الله شاهين