اذا تابعتم الاعلام المصري تجدونه دائما يزج باسم غزه باي عمليات تخل بامنه والمتهم المباشر حماس.
اي نعم المستهدف حماس لكن المتضرر دائما اهل غزه لانه يتم اغلاق معبر رفح وحصارنا بحجه حماس. نحن من يدفع الثمن في نهايه المطاف.
كان دائما يتم تبرير اغلاق معبر رفح على مدى 12 عام بحجه ان حماس ضالعه بالعمليات الارهابيه بسينا وقتل الجنود بها من خلال تدريب وتهريب الاسلحه للجماعات الارهابيه. وان لدى الجيش المصري شهادات بذلك من خلال من تم اعتقالهم من الارهابيين.
وعندما تجادل المصريين ما مصلحه حماس بذلك بينما ستتضرر من اغلاق المعبر والحصار. ثم ان غزه محاصره برا وبحرا وجوا وراينا كل ويلات الحروب فلماذا يتهموننا دائما ونحن محاصرون ومدمرون لا نستطيع مجرد السفر. كما انه تم اخلاء كافه المناطق القريبه من غزه ابتداء من رفح حتى العريش تماما من السكان بحجه الارهاب والانفاق، ولا يوجد شخص ان يمر بهذه المناطق غير الجيش المصري. اما الانفاق قد دمر معظمها وكانت تستخدم لادخال البضائع في ظل الحصار. ونفسه الرئيس حسني مبارك اعترف ان هناك اداره تابعه للحكومه بغزه تنظم استخدامها. وكل هذا يوحي انه هناك مخطط اخلاء المناطق المجاوره لغزه لجلب اللاجئين اليها كجزا من صفقه القرن. فحتما المصري عنيد ولن يقبل اخلاء بيته الا لسبب قاهر. فتم اقناعهم باخلاء بيوتهم بحجه الارهاب بسينا والانفاق.
هنا لا يستطيع المصري الاجابه الا انه مقتنع ان حماس تلعب دور كبير في الارهاب بسينا. هذا ما تم غسل مخهم به في اروقه الاعلام والقضاء.
اليوم يتكرر المشهد بوضوح في شهاده الرئيس السابق حسني مبارك لدى محاكمه الاخوان في قضيه اقتحام السجون بثوره يناير 2011. تظهر العنصريه المصريه بوضوح حتى في توجيه الاتهامات. تجنب الرئيس السابق حسني مبارك اتهام الاخوان ولكنه صب كل اتهاماته لحماس وحزب الله وكأن تم تلقينه بما يجب ان يشهد به. وشاهده على كلامه عمر سليمان قد توفى. السبب الرئيسي ان حسني مبارك بحنكته السياسيه يعلم ان للاخوان شعبيه ونفوذ كبير في مصر فحاول تجنب اتهامهم حتى لا تتضرر مصالح عائلته معهم.
الاغرب ان الاتهام الموجه لغزه لا يمكن ان يقنع طفل صغير حتى بمصر . فكيف ل 800 شخص من غزه ان يستطيعوا التسلل واقتحام السجون في وجود جيش كبير لمصر يعتبر من اقوى جيوش العالم قوامه اكثر من 2 مليون عسكري وشرطي امن من الداخليه.
جميع العالم يعلم ان معبر رفح مغلق من 12 عام. وتم تسهيل فتحه بعد مسيرات العوده لان مصر باتت تخشى ان يصلها الانفجار الفلسطيني. في اواخر حكم الرئيس السابق حسني مبارك تم تسهيل فتح المعير على اثر الضغوط التركيه بعد حادث مرمره. لكن كان يتم ترحيل الشبان الفلسطينيين للمطار. اي لا يستطيع ان يدخل مصر شاب فلسطيني.كان لا يدخل مصر الا النساء وكبار السن والطلبه في مصر والمرضى باثباتات قويه تسمح لهم للدخول.
في يناير 2011 اذكر انني سافرت الى مصر لمصلحه هامه واذكر جيدا كيف كان الطريق. نقاط الكمائن والتفتيش لم تكن كاليوم لانه لم تظهر الجماعات الارهابيه حينها. لكن كان يوجد كمائن كثيره لفحص ختم الخروج من المعبر ومن ثم من المحال ان يتسلل 800 شخص من غزه وباسلحتهم ويمروا عبر هذا الكم من الكمائن للجيش المصري القوي بمعداته. ثم انه لو تم التسلل وحدث اشتباك لوجدنا مصر تضج العالم بضحايا الاشتباك وتعلن اسماءهم للاعلام. بينما لم يرد في يناير 2011 اي اشتباكات مع اهل غزه بسينا واي ضحايا من الجيش المصري. اعطونا تقرير اخباري يفيد بذلك. ومن هنا يتحدث مبارك عن امر خرافي لا يصدقه طفل صغير. خاصه ان عجز عن تسميه شخص واحد متسلل من غزه او عسكري مقتول من الجيش المصري.
ثم حتى لو نجح تسلل ال 800 شخص من غزه كيف لهم اقتحام ثلاث سجون تعج بالحراس المسلحين من الجيش المصري. مصر مليئه بالامن ولا يوجد شارع صغير الا عليه عشرات الضباط. فقط سكان الحاره التي بها السجن بامكانهم منع الاقتحام حتى لو لم يوجد حراس للسجن. وكيف لهم ان يعتلوا الميادين باسلحتهم و يطلقوا النار في ميدان التحرير الذي هو اكبر مجمع امني في القاهره ومدجج بعساكر الجيش. الم يسجل الاعلام صوره لاحدهم ؟؟
ثم من يمر من نفق صعب ان يعود لانه هناك كمائن بالطريق لدى العوده تفحص ختم الخروج من المعبر، وان لم تجد الختم يعرفون انه تم تهريبه من النفق ومن ثم يعتقل.
بل حتى الثوره المصريه لم تحدث الا باذن الحيش العسكري للاطاحه بمبارك خشيه توريثه الحكم لابنه. وكان الجيش بامكانه منع الثوره كما فعل في 11 نوفمبر عام 2016 حيث انتشر واعلن حاله الطواريء ومنع الاقتراب من ميدان التحرير. الثورتان عام 2011 وعام 2012 لم تحدثان الا بامر الجيش للاطاحه بحكمي حسني مبارك ومحمد مرسي. الجيش المصري من يفرض الفوضى متى شاء، وهو من يفرض الهدوء متى شاء. الشعب المصري عمليا لا حول له ولا قوه في امره. كل شيء يحدث بامر الجيش.
كما انني رايت فيديو لمعتز مطر عرض فيه شهاده لاحد ضباط السجن ان وزاره الداخليه من امرت بفتح العنابر وهروب المساجين وقد رفض الاستجابه للاوامر. كما عرض شهاده لبعض المساجين الهاربين عندما القى عليهم القبض الجيش يعترفون ان الداخليه نفسها هي من هربتهم. لماذا وكيف، هذا شانكم الداخلي. هربوا من تشاءون واسجنوا من تشاءون. اعملوا ثوره متى تشاءون. ونحوا من تشاءون عن الحكم وولوا من تشاءون. اموركم الداخليه لا تزجوا غزه بها.
ثم ما هذا الاستخفاف بالعالم. الم يرشح الاخوان انفسهم وانتم تعلمون ان المرشحين هربوا من السجون ووليتم محمد مرسي وهو هارب من السجن. كيف تحاكموهم اليوم بعد ان سمحتم لهم الترشح وفازوا بالانتخابات.
لا تستخفوا بعقول الشعوب الاسلاميه. وابعدوا غزه من احداثكم الداخليه لتبرير حصارنا وتنفيذ اجندات صهيو امريكيه. ذقنا الويلات من امريكا واسرائيل فلا تكونا ظهرا لهم علينا.
اامن ان الذكاء المصري وعدد افراد الشعب المصري وقوه الجيش المصري فاق كافه دول العالم. فكونوا على قدر المسئوليه ولا تستخفوا بعقول العالم بنشر اشاعات لا تقنع طفل صغير بالعالم لتمرير مصالحكم مع امريكا واسرائيل. اساله البلتاجي لمبارك كانت بمتهى الذكاء والوطنيه وقمعتموه. وانا اكرر نفس اسالته هنا وهي اساله الشعب المصري جميعا.
ختاما، راهنت كثيرا ان بوابه معبر رفح لن تستمر بالاغلاق لان المتتبع سيجد ان الشعب الفلسطبني جزا من النسيج المصري تربطنا معهم دماء ونسب عريق، وطباعنا وعاداتنا واحده. وما يدلل على ذلك الالاف الانفاق التي بنيت بسبب مسانده المصريين لنا فهم يرونا معهم شعب واحد. ومن ثم الحصار والتفرقه امر مستنكر من الشعبين ولن يدوم. وانتصر رهاني. الرهان على زرع العداوه بيننا وبين المصريين رهان خاسر.
سهيله عمر
[email protected]