فتح هي فكرة، وفكر، وبندقية، وقلم، وعلم، ونشيد، هي عبق النرجس، وأريج الدفلى، وعطر الياسمين، شعارها كان ومازال وسيبقى ثورة حتى النصر، هي فلسطينية الوجه، عربية العمق، عالمية المطاف، إنسانية الاهداف، وعمل ثم عمل، لم تكن في يوم من الأيام تنظيما فئويا، أو أيديولوجيا ، بل كانت من رجال رضعوا العمل الوطني من أثداء متعددة فكان منهم المسلم، والمسيحي، والشيوعي، والقومي، والعربي، والاجنبي الشرقي والغربي الذين أمنوا بعدالة القضية الوطنية ، إضافة الى خيرة قيادات الاحزاب العربية والدينية الذين رأوا في فتح البديل الواقعي لمواجهة الاحتلال وتحرير الارض بعد ان فشلت احزابهم في التقدم خطوة واحدة نحو المواجهة، واستطاعت فتح إذابة تلك الأفكار تحت سقفها فكان لها السبق في إحتواء كافة شرائح الشعب الفلسطيني، وفئاته بل ذهبت أبعد من ذلك لتضم أطيافا من جنسيات وثقافات متعددة انصهرت في بوتقة واحدة ليعطي تمازجا متماسكا منذ إنطلاقها في الاول من يناير من عام ألف وتسعة مائة وخمسة وستين ما بعد الألف، عندما زغردت بنادق ثوارها ليسمع صداها في حناجر شعب فلسطين، من الكرامة الخالدة وثنايا عيلبون المجد، وثبات خطى أبو عمار، وأبو جهاد، وأبو اياد، وأبو الوليد، ومن شعاع نور ينبثق من الكمالين، والنجار، وأبو شرار، وخالد الحسن، وهاني الحسن ، وصخر ابي نزار، وسعد جردات ، وعلي ابو طوق، وأبو حسن قاسم، وحمدي سلطان، وجورج ، ومروان كيالي ، ومروان زلوم، وميسرة ابو حمدية والقائمة تطول من الكواكب الساطعة التي أضاءت سماء فلسطين، من طهارة الأقصى وقدسية الوطن، من كل الأرقام الصعبة في زمن النخاسة والمتاجرة ولدت" فتح" لتؤسس لميلاد عهد جديد لشعب كان تائها في المنافي والشتات ولقضية كانت مشطوبة من أجندات الأنظمة العربية، فهي التي تصدرت منذ إنطلاقتها ميادين الثورة والنضال ورسمت بدماء قادتها خريطة الوطن فاستحقت وبدون منازع ان تكون عمود الخيمة، و الأم الرؤوم والأب لكل الأحرار والثوار من اليمين الى اليسار، يكفيها فخرا انها قدمت ثلثي أعضاء لجنتها المركزية وعلى رأسهم الأب الروحي للثورة الفلسطينية سيد الشهداء والرجال "ابا عمار" على مذبح الحرية والاستقلال.
فهي ميادين عزة وكرامة وشموخ وجبال من الشهداء والأسرى والجرحى فهي صاحبة التثوير والتغير والتحرير، وحامية الحق والحقيقة في زمن الردة والخيانة ، وصانعة الانتصارات في لحظات الإنهزام والاحباط، ورافعة لواء الثورة في لحظات الهروب والارتداد، وهي الماضي، والحاضر، والمستقبل، وعنفوان الثورة، وحلم الدولة، وهي من إستعادت كرامة الشعب الفلسطيني وأنقذته من حالة الذل واللجوء والضياع إلى شعب له كيانه الوطني، وإعادة وجوده السياسي إلى الخارطة الدولية ليكون وجها لوجه ضد الإحتلال الصهيوني المغتصب لأرضنا الطاهرة. ختاما : فهذه الحركة العملاقة الأبية منذ تأسيس خلاياها الاولى في العام 57 درست قيادتها الواقع الفلسطيني بكل أبعاده السياسية والإجتماعية والوطنية، وعلى أساس هذا الواقع حددت أهدافها ومبادئها، وبنت هيكلياتها التنظيمية، واعتمدت النضال الداخلي القادر على حماية مسيرتها الوطنية والثورية ولازالت ( الفكرة) والسيرة ، والمسيرة مستمرة، والراية مرفوعة خفاقة بقيادة السيد الرئيس محمود عباس عباس " ابا مازن " الذي قالها وبالفم المليان لترامب ولغيره " فلسطين والقدس ليست للبيع ولن نقبل باي حلول لا تلبي طموحات شعبنا في الحرية والعودة والإستقلال .. والقدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية القادمة بإذن الله شاء من شاء وأبى من أبى وانها لثورة حتى النصر.
عاشت الثورة،،، عاشت فتح،،، المجد للشهداء الأبرار ،،،و الحرية للأسرى البواسل ،،، والنصر لشعبنا العظيم.
بقلم/ فراس الطيراوي