لانها فتح التي لا تكسر ... ولا تهزم ... ولا تتراجع ... ولا تتنازل ... لأنها فتح التي لا تفرط ... ولا تساوم .. ولانها فتح التي تكبر على جراحها وآلامها في ظل أمال الملايين الملتفة من حولها ... ولأنها الام الحنون التي تراعي ابناءها وتشفق على من يضل الطريق .. وتساند كل مظلوم ... وتغضب لكل ظلم .
فأن العيون تدمع ... والقلوب تحزن ... والارض تهتز .. والسماء تغضب ... والناس تحزن وتتألم أمام الفصل الخير من عام اوشك على ساعاته الاخيرة بكل ما فيه من سلبيات وازمات وكوارث .
صورة غير لائقة ... وغير ملائمة ... ومضرة لنا ولأجيالنا ... مضرة لثقافتنا ولوطنيتنا ... مضرة لقضيتنا وصورتنا امام انفسنا وامام العالم بأسره ... حتى وان كانت مسرحية هزلية بفصلها المكشوف لأصغر طفل منا ... فليس هكذا يدار الخلاف ... كما ليس هكذا يكون التنافس ... كما ليس هكذا بالتأكيد تحتفل الشعوب بانطلاقة ثورتها وانطلاقة اكبر حركة فلسطينية معاصرة تقود المشروع الوطني وتحافظ على الثوابت وتسعى لتحقيقها من خلال تضحيات متواصلة ... ونضال مستمر ... وسعي دائم لاختراق جدار هذا العالم لاسماع صوتنا واظهار صورتنا ... وتأكيد حقوقنا .
ما شاهدنا لم يكن بالمطلق الصورة التي ننتظرها .... والتي كنا نأمل برؤيتها والايادي تتكاتف والقلوب تتوافق ... والارادة تتوحد والفكر يعمل على صياغة وصناعة علاقات وطنية لا تشوبها شائبة ... ولا يستغلها متصيد .
فشلنا يا سادة فشلا ذريعا .... ولم يعد لاحد منا مبرر او سبب للقول وتقديم الاعذار حول سلوكيات غير لائقة ... ولا تليق بشعبنا في يوم ثورتنا التي تفجرت لاجل انهاء الظلم والعبودية وتعبيد طريق الحرية .
لقد شاهدنا ما لم نكن نتمنى مشاهدته ... وسمعنا ما لم يكن نريد سماعه ... ووصلنا الى نتيجة مفادها ان ما نشاهده ليس تنافسا من اجل وطن ... وليس تنافسا من اجل شعب ... وليس تنافسا من اجل حرية واستقلال .... بل انه قانون المصالح للانا والانانية المفرطة التي سيطرت على بعض العقول ... وشكلت خيالا واهما بأن بالامكان ان يتحقق شئ ما ... لكنه السراب في شتاء قارس .
ليس هكذا يجب ان ننهي العام ... وليس هكذا يجب ان نبدأ عام جديد ... وبالتأكيد ليس هكذا تكون احتفالات الثورة المعاصرة بانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح .
لقد تم اهانة التاريخ بكل تضحياته وشهداءه وجرحاه واسراه ... لقد تم اهانة غزة بكل تضحياتها وتاريخها وعنفوانها الثوري وما قدمت على مذبح الحرية ... لقد تم اهانة شعب بأكمله لا زال صابرا مثابرا ثابتا على الحق ... ومدافعا عن الوطن واهدافه الثابتة ... شعب يصمد رغم الجوع والمرض والفقر والحرمان ... يصمد رغم البطالة المتفشية والازمات المتراكمة ... والكوارث القائمة .... لا ينتظر ان يرى ما شاهد بالامس من مشهد حزين سيبقى بذاكرة الاجيال .
ثورة المستحيل والتي استمرت ولا زالت تواصل دربها ما بعد 54 عاما من التضحيات الجسام وبكل الارادة القوية المصممة على الانتظار لن يهزها مشهد حزين .... ولا فصل أخير ... لانها حركة فتح التي وجدت لتبقى ولتنتصر ... والتي واجهت عبر تاريخها وكافة المحطات النضالية التي تمر بها الكثير من التحديات والمصاعب والتي استطاعت بحكمتها وحرصها الوطني وتطلعها الدائم للوحدة الى تجاوز الكثير من الاخطاء والخطايا ... لانها فتح الام بكل ما تحمله من معاني الحنان والعطف والرعاية لأبنائها .
ذكرى الانطلاقة يحتفل فيها الملايين من ابناء شعبنا داخل الوطن وخارجه ... تحتفل فيها كل اسرة داخل منزلها لان فتح ليست بحاجة الى تأكيد مؤكد والثابت بذاكرة شعبها وجماهيرها والملايين الملتفة من حولها ... لان فتح لم تكن يوما ملكا لأعضائها ... لكنها ملك لشعبها وجماهيرها الممتدة بطول وعرض الوطن وبالمنافي والشتات .
لم نكن نأمل بارتكاب الاخطاء ... ولم نكن نحب ان نرى الدموع ..... ولا ان نرى المشهد الحزين في الفصل الاخير من عام اقل ما نقول عنه ... بانه الاسوأ بنهايته .
بقلم/ وفيق زنداح