انقسام حزبي وتمزق شعبي!!

بقلم: محمد فايز الإفرنجي

من انفصال وانقسام سياسي حزبي فصائلي بين حركتي فتح وحماس، الى انقسام شعبي يقسم ليس فقط شطري الوطن بل الشطر الواحد لعدة اقسام، أصبحنا نعيش ويلات انقسام شعبي مجتمعي فلذاك رئيس وحكومة، وللأخر رئيس وحكومة لذاك موازنته وللأخر موازنه، لهذا انتماء وقناعات وللأخر عكسها، ضاع الوطن وتشتت وما بقي غير اسم نذكره في سلطة نقول عنها سلطة فلسطينية لا تملك زمام امرها شيء سوى اسمها!!
انقسام بغيض عاش فينا وما كنا نحلم به يوما ان يصل الى ما عليه من حال، غاب عنا العدو الحقيقي وأصبحنا نعادي أنفسنا، فذاك من فتح وهذا من حماس اما الاحتلال وما يسمى إسرائيل تكرس احتلالها وتزيل هويتنا وطابعنا الإسلامي والعربي والفلسطيني من القدس وغير القدس.
وتتمدد بالاستيطان لتصل الى أبواب بيوتنا، داخليا وخارجيا تسيطر على محيطنا العربي بالتطبيع الذي وصل الى حد كبير من التقدم فوصل أبواب مكة والمدينة، وصل صحراء العرب وضواحيها، وصل عقول الكثير من المثقفين فيها حتى أصبح لقاء الأعداء امر مكشوف لا يخجل منه الكثير بل بات يعرض على شاشات التلفزة وصفحات الصحف بكل وقاحة!!
ماذا تبقى لنا نحن الفلسطينيين سوى أنفسنا؟
سؤال علينا جميعا طرحه على أنفسنا فما عاد معنا بالخندق سوى نحن، ما عاد في مواجهة المحتل سوى شعبنا، فإلى متى نستمر في خلافاتنا وانقسامنا، الى متى نقف عاجزين عن الوصول لحلول تزيل خلافاتنا وتجعل منا جسد واحد يقف بالمرصاد لعدونا لمن يحتل ارضنا لمن يهود قدسنا لمن يقتل ويعتقل أبنائنا؟
الى متى نقف عاجزين ولا نجبر العالم العربي والغربي على احترام ارادتنا، والتعامل مع قضيتنا بعدالة، وكيف لنا ذلك ونحن نقاتل بعضنا، نتهم بعضنا بالخيانة والجاسوسية، نعتقل بعضنا ونقف انداد لأنفسنا!!
فلسطين تصرخ وتأن من افعالنا ومن سياستنا، من محاباتنا لأعدائنا وهي التي تذبح كل يوم من الوريد الى الوريد امام اعيننا ما تبقى من فلسطين.

ما عاد لدينا متسع من الوقت ما بقي لدينا ما نختلف عليه من مسميات سلطوية، فكل حزب بما لديهم فرحون، إلا فلسطين ارضا وشعبا كلنا بما نعيش ونشاهد محزونون!!
ففلسطين ضاعت الا من قليل تبقى ولا تزال شهية المحتل تسيل عليها كما يسيل لعاب الذئب على ضحيته!!
مع هذا كله لا نزال نختلف نقطع الرواتب نشدد من حصارنا على بعضنا، نقتل امل الشباب ونقضي على مقومات الصمود لديهم بأفعالنا، بل نقضي على الشباب نفسه بوقت كنا نعتبر هذه الأجيال هي وقود ثورتنا ومحرك عودتنا.
كفاكم خلافات كفاكم مناكفة, وليعود الجميع لحكم الشعب الذي اليه تنتمون عودوا لكلمة سواء تجمعكم وتجمعنا فقد مللناكم جميعا طالما بقيتم بحالكم, وان استمر انقسامكم وسيكون التاريخ حاضرا وشاهدا على من قتل أبناء هذا الشعب وقضى على قضيته بالضربة القاضية من داخلها لا من اعدائها!!


محمد فايز الافرنجي