يا حبّ كُنْ واضِحاً
منذُ البدايةِ
خذني برفقٍ فَوْقَ غيمتِكَ البهيّةِ
علّمني أقلّمُ وحشتي عندَ الغيابِ الطّويلْ
درّبني على وجعٍ غيرِ ذي شهوةٍ ورديّة
في الصّباحْ
يا حبّ كُنْ هادئاً حتّى النّهايةْ
وارقصْ على راحتيَّ اللّحظةَ الحاسمةْ
عرّفني عليّْ
أيُّها المُتَحَلِّقُ في يدِ اللّيلةِ
أَكْثِرْ فيَّ هذا الطّيرَ
هذا النّهْرَ
هذا الرِّيّْ
وانبِذْ إليَّ على سواءٍ كلَّ طيفٍ حيّْ
***
يا حبُّ لا تتعبْ
وساعدني لأحملَ ما يفورُ من لغتكْ
لأحيا في النّشيدِ
يكونُ كلّ شَيْءٍ فيّْ
يا سيّدي الحبّْ
قم عن صليبكَ وانتشرْ
وانشر جناحك واحتدمْ
كُنْ قويًّاً
مثل حكاية وقصيدة وجديلة وقُبلة وحيٍ سمائيّةْ
كُنْ جامعاً وكنيسة ومذبح معبدٍ
وقربانَ صلاةْ
يا سيّدي الحبّ
ترقرقْ مثل الأبجديّة في دمي
واتلُ السّعادة في فمي
كُنْ مسلماً مثلي
مسيحيّاً على ورود المبسمِ
يا سيّدي الحيّ فيَّ
ابعث رسائلك الجذلى الرّبيعيّة
لأطيار الصّباح زقزقة وموسيقى
ورفرفةً وحرّيّةْ
يا حبّ لا تكُ قاسياً فتكسرَني
وغلغلني بكلّك كي أعيشَ في صوري على المرآةْ
آراك حيا مثل وحي اللهِ
تكبر كلّ حينٍ
فيض سناً وموج ضياهْ
يا سيّدي الحبَّ كن نهراً لتغسلني
من غبار الرّحلة المتعبةْ
حان وقت الرّاحةِ في شواطئكَ الظّليلةْ
وكأسُكَ الملأى تفيض على شفاهيَ حرّة
ودافئة مراشفكَ اللّذيذةْ
يا حبّ يا سيّدي
علّق ترانيمي على صوت الطّيورْ
وكُنْ نغماً على الأشجارْ
وكنْ سرّي ومُهري وابتهاجاتُ الغصونْ
وكنْ فوحاً من الأزهارْ
فكلّي ذاب من شوقٍ إلى حلم السّماءْ
يا حبُّ
كُنْ سيّدي عبدٌ أنا لــــولاكْ.
(كانون الثاني، 2019)
بقلم/ فراس حج محمد