ذات زمن ولّى في بلدٍ يعشق مواطنوها الثلج، قلتُ لامرأة ضادفتها في كافتيريا الجامعة، حينما نظرتْ صوبي بعينيها، وكأنّها كانت تقول لي من نظراتها ألمْ يغريكَ جسدي الإنسيابي؟ فدنوتُ منها بينما كنّا نودّ شراء أكلٍ في فترة استراحةٍ قصيرة بين المحاضرات، وقلت لها: لا شك بأن المرأة انسيابية القوام تغري الكثير من الرّجال، لكن ليستْ أية امرأة بإمكانها أنْ تغريني، هكذا بحتُ لتك المرأة، ودار حوار حينها بيننا، عندما جلسنا سويةً على الطاولة، وعلمتْ بأنني إنسانٌ شرقي، واعتقدتْ بأنها ستغريني بجسدِها الانسيابي ولون بشرتها البيضاء ولبسها المغرٍ، لكنني بقيت طيلة مدة الحوار أنظر فقط إلى عينيها، وقبل أن تعتذرَ لتذهبَ إلى المحاضرةِ، سألتني أانتَ عربي شرقي؟ فقلت لها: بلى، فقالت: لم ألاحظ بأنكَ تنظر إلى جسدي، رغم جنون انسيابه، فقلت لها: ليستْ أية امرأة تغريني، لكنني انجذبتُ إلى عينيكِ أكثر، لأنني رأيتُ في عينيكِ حلاوةَ الحياة، فابتسمتْ وقالت: هل فقط عيناي أغرتاكَ، فقلت لها: بلى، فسألتني لماذا؟ فقلت لها: لأنّ في عينيكِ صخبَ الحُبّ فابتسمتْ، وقالت: لكنني لاحظت في عينيك نظراتِ إعجابٍ بقوامي ولم أردّ عليها ورحلتْ..
بقلم/ عطا الله شاهين