لا شكّ بأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب من سورية شكل هاجسا للأطراف اللاعبة في سورية، لكن السؤال هل يريد ترامب خلط الأوراق من جديد من خطوته هذه؟ ورغم التطمينات، التي أطلقتها الإدارة الأمريكية لحلفائها بشأن الانسحاب الأمريكي من سورية، إلا أن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون زار تل أبيب، وذلك من أجل تبديد قلق الإسرائيليين، من جراء الانسحاب الأمريكي من سورية، في ذات الوقت حذر بولتون أنقرة من مغبة التعرض للمقاتلين الأكراد..
ورغم خطوة أمريكا هذه المفاجئة، والتي يرى البعض من المعلّقين بأن خطوة الانسحاب من سورية هي تخبط، والبعض علّق على خطوة الانسحاب بأنها تأتي نتيجة لعبة غامضة تشير في بعض جوانبها بوجود خلافات نوعية بشأن البقاء في سوريا من عدمه، ولكن يرى بعض المحللين بأن الانسحاب إنما يشكل خيانة لحلفاء الولايات المتحدة، لكن رغم كل هذا استطاع النظام السوري من تمكنه من دخول منبج والاتفاق مع الكرد، وبهذا قطع الطريق على تركيا، لكن يُرى بأن الانسحاب ربما يكون انسحابا جزئيا، أي أن تبقى أمريكا للحيلولة عودة تنظيم داعش من جديد، على الرغم من أن تنظيم داعش يشهد مرحلة تراجع بحسب ما تقوله التقارير الإخبارية، لكن إلى أين ستؤدي تداعيات الانسحاب الأمريكي من سورية؟ فلا إشارة واضحة في الأفق، لكن يبدو بأن المشهد ما زال ضبابيا، رغم الإعلان عن الانسحاب، لكن النظام السورية في النهاية يريد السيطرة على كامل أراضيه، وهذا يأتي بعد الانتصارات المتتالية له، فالانسحاب الأمريكي خطوة جيدة، لأن سورية تريد ملء الفراغ شرق الفرات؟
عطا الله شاهين