سوريا القوية خاضت حرباً كونية استمرت حوالي الثماني سنوات واستطاعت أن تنتصر نصراً باهراً ، هذا النصر ابهر العالم بأسره من خلال التصميم على النصر ومحاربة التكفيريين ، والعالم العربي كان منقسماً بين الداعم لسوريا والمتفرج والرافض لفكرة الحرب، واستطاع العرب إخراج سوريا من جامعة الدولة العربية بطريقة أو بأخرى .
بدأت الدول العربية محاولات لإرجاع سوريا إلى جامعة الدول العربية لما لها دور مهم في الوطن العربي وأصبحت صاحبة موقف بعد هذا النصر ، ولدورها المهم في الشرق الأوسط بدأ القادة العرب يتوجهون إلى سوريا وكان أولهم الرئيس السوداني وتبعه الرئيس الفلسطيني والكثير من الرؤساء ينون زيارة سوريا على المدى القريب والبعيد لإقناع سوريا بالرجوع إلى جامعة الدول العربية.
إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية أصبح مطلباً عربياً رسمياً وشعبياً ، لهذه الدولة القوية التي أطاحت بالإرهاب والإرهابيين ومن سار على دربهم طيلة فترة الحرب ، بعد أن أفشلت خارطة الطريق عملت على إفشال صفقة القرن من خلال صمودها في الحرب ، ورجوع سوريا إلى جامعة الدول العربية يجعل الغرب يعيد حساباته من جديد ، والعرب في هذه الفترة بحاجة إلى سوريا لإعادة موازين القوى إلى الوضع الذي يجب أن يكون عليه العرب في مواجهة الاستعمار الجديد ودحض مخططاته، وعدم تنفيذ صفقة القرن بعد سحب القوات الأمريكية من سوريا ودول أخرى من العالم، كفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول التي قامت بسحب قواتها ، وترك إسرائيل لوحدها، وإذا أرادت إسرائيل الحماية عليها أن تدفع كما قال ترامب سابقاً -ادفع نحميك- .
سوريا دولة عربية قوية ذات ثقل وسيادة هامة في الوطن العربي قبل الحرب وبعده، ومواقفها القومية الثابتة ونبذها للإرهاب ودعمها للقضية الفلسطينية دليل على ذلك ، وعند موافقتها على العودة إلى جامعة الدولة العربية سيتغير مجرى التاريخ وربما إعادة كتابة تاريخ جديد في الشرق الأوسط.
بقلم/ محمد الكيلاني