كلمات سمومها قاتلة !!!

بقلم: وفيق زنداح

هناك العديد من الكلمات التي ادخلت علينا ...وأقحمت بنفسها ....وفرضت أجندتها ونتائجها علينا ...... مما زاد من حالة الاحتقان والازمات والكوارث لدينا ...... كلمات بدأت بنكبة كبري لتستمر بانهزامات وانكسارات ونكسات ...... لتستمر الكلمات بالتدحرج والانتشار حتى نسمع بالتفريط والتنازل والخيانة ....وانتهاك الحقوق وحتى وصلنا الي الانقسام بسواد ليله .... وطول سنواته .
كلمات متداولة أصبحت تشكل ثقافة سيئة جامعة ..... تم تناقلها ما بين الافراد وعبر وسائل الاعلام وتصريحات القيادات ما بين فترة زمنية وأخري .
النكبة الكبري وحالة الضياع والتشرد والتهجير الي حيث المنافي والمخيمات وسوء الاحوال المعيشية .....وغياب المستقبل ....كلمات نرددها في ظل شعار العودة في كل موقف وحدث ومنعطف تاريخي .... نحاول من خلاله أن نؤكد على الرفض لما حدث بنا والتأكيد على مدي تمسكنا بحقوقنا واصرارنا على اعادة تلك الحقوق ....... لنذكر العالم بالمآسي والكوارث التي المت بنا ...ولنذكر بان النكبة الكبري لها تداعياتها المستمرة .
وحتى نذكر اليوم بالنكبة الجديدة .....التي جاءت ما بعد نكبة كبري أقل ما فيها الكثير من النتائج التي تحمل ذات العناوين من هجرة ..... وغربة ..... وأقلها اغتراب وسوء احوال .
ما بين النكبة الكبري .... ونكبة الانقسام الأسود ..... زرعت بداخل كل منا الكثير من الالام ....لمجموعة من الكلمات والتي كانت بسمومها قاتلة لنا و لمن حولنا ..... ومؤلمة لسامعيها ..... والمتحسسين لأثارها .
كل كلمة فيها من السموم والسلبيات ما يمكن أن يخفض المعنويات ويهزها من الأعماق ويعزز ويزيد من حالة الاستكانة والخمول والكسل وحتى اليأس ......فيها من الكلمات التي تشعرنا بالاغتراب داخل الوطن ..... والي حد الكفر ..... مقدمة الي غربة المجهول .... والي حيث السراب الذي لا يعرف له نهاية الا ما نشاهده من موت محقق لشبابنا الذين يذهبون دون معرفة وتنظيم ومقومات يمكن ان يمتلكونها لغربة قاسية تحتاج الي الكثير .
الاغتراب داخل الوطن من أسوأ الكلمات والاحوال والأكثر ضراوة ووحشية وقسوة .....
لأنه الاغتراب أن يعيش الانسان داخل الوطن دون أن يدرك ان الوطن قادر على توفير احتياجاته..... وقادر على متابعة شؤونه وايجاد الحلول لمشاكله .... فالوطن ليس كلمة تتردد بقدر ما يحمله الوطن من مشاعر وأحاسيس بداخل كل انسان .....وتجربة حياة صنعت هذا الانسان ....وعشق أبدي أزلي لأرض ارتوي منها كل انسان وأكل من حصادها ....ولعب برمالها وعاش مع ناسها ...... وتربي واستمع لمن حوله من الكبار ....ودرس بمدارسها وتعلم بجامعاتها ...... ونسج علاقاته الانسانية والاجتماعية مع من حوله ....ليتولد لدي الانسان ثقافة حب أبدي لهذا الوطن الذي عاش وترعرع بداخله والذي وجد الحلول لمشاكله وأزماته ....والذي وفر له الحد الأدني من امكانيات الحياة الكريمة والمستقرة بأمن شخصي واجتماعي...... ليشارك مجتمعه من خلال اسرته الصغيرة ...... والتي يقوم بدوره بداخلها دون عوائق أو موانع .
الوطن كلمة كبيرة تحمل الكثير من الايجابيات والعطاء والدروس المستفادة والتي تجعل من كل انسان متمسك بوطنه ....وعاشق لترابه ....ومحب لكل من حوله .
ثقافة جامعة يجب المحافظة عليها ....وعدم القبول بإحداث خلل بها ..... نتيجة ظواهر وسلبيات قائمة على الأنا المفرطة ...... والغلو بالمصالح والتي هزت الكثير من عرش المنظومات الاقتصادية ....الاجتماعية.... النفسية الصحية التعليمية .... الثقافية ....حتى وصلت الي جدار ومضمون المنظومة الوطنية ....وما تبعها من اهتزاز لركائز العلاقات الوطنية ما بين الفصيل والاخر .
نحن لا نلتفت كثيرا الي بعض المفردات والكلمات والتي يتداولها البعض بفعل عوامل المصالح ....وكراهية الاخر ..... والحب بالتحكم والسيطرة ..... واظهار الذاتية والأنا المفرطة ..... وبعدها الطوفان !!!!
كلمات نسمعها بسمومها القاتلة .... المحبطة ..... والتي لا يقدر قائليها مدي تأثيرها وسلبيتها وكانهم يتحدثون عن انفسهم ..... لكنهم يصرون عليها بكل عناد واصرار ....وكأنها قيمة كبري ....وهدف عظيم ..... واستراتيجية وطنية ..... نسعي لتحقيقها .
كلمات ومفردات يجب العمل على شطبها .... والانتهاء منها .... وازالة وجودها من قاموس لغتنا السياسية والاجتماعية .....ومفردات علاقاتنا الوطنية والسياسية لانها لا تخدمنا من قريب ومن بعيد .....ولا تساعد على تعزيز وحدتنا وانهاء انقسامنا .
هناك من الكلمات والمفردات التي نعرفها ونتداولها ونحب الاستماع اليها والتي توارثناها عن أجدادنا وآبائنا وقرأنا عنها من ثقافتنا الوطنية والاجتماعية التي نعتز بها .....والتي استمعنا اليها من قادتنا الحقيقيين المؤمنين بشعبهم ووطنهم وحقوقهم وعدالة قضيتهم ..... المؤمنين بمشروعهم الوطني التحرري .
مفردات تزيد من معنوياتنا ....وترفع من هاماتنا .....وتجعلنا نشعر بأننا لا زلنا على الطريق وأننا لن نهزم بل لا زلنا على طريق الانتصار والتحرير مهما ازدادت المصاعب وغلت التضحيات .....فالكفاح كلمة محببة لدينا ...... كما السلام والاستقرار ..... والوحدة الوطنية كلمة محببة الينا .....والتماسك والاتفاق كلمات تشعرنا بالاطمئنان .....والثوابت والاهداف والتمسك بها تشعرنا على أننا على الطريق...... والرباط و التحدي والايمان بالأهداف يشعرنا بالصمود ...... والشرعية والتمسك بها ..... كما الحرية والاستقرار والدولة والقدس العاصمة رموز بداخلنا نعشقها ونتمسك بها ونلتف من حولها ....هناك الكثير من الكلمات وفي كل كلمة كتاب ....وفي كل كتاب تاريخ ومحطة من محطات مسيرتنا الطويلة ....وفي كل موقف قصة لا تنتهي .... لطول أحداثها ....فالحديث عن الكفاح المسلح حديث طويل ومحطاته مفخرة لنا ..... والوحدة الوطنية خيار استراتيجي أوحد لا حياد عنه ..... والتماسك أفضا من التفكك والتباعد ....والثوابت الوطنية لا يمكن التنازل عنها والرباط بأرض الرباط واجب وطني .... والايمان بالقضية وعدم التفريط بها مسألة مقدسة .....والأهداف الوطنية الثابتة سنواصل النضال من أجل تحقيقها..... والشرعية الوطنية لا خروج عنها ...... والحرية والاستقرار أهداف نسعي من اجلها .....والدولة والقدس العاصمة غايتنا وهدفنا النهائي .
الرموز الوطنية أسماء لامعة تضيئ لنا الطريق ..... وستبقي تتلألأ في سماء الوطن باعتبارها تاريخ حافل نعتز ونفخر به..... لعظماء وقادة ضحوا ورحلوا من أجل شعبهم وقضيتهم ....وتركوا لنا موروث اذا ما تمسكنا به سيكون النصر حليفنا .
فالوحدة لا تتحقق في ظل النزاعات .... ولا تتحقق بغياب العدالة ...ولا تتحقق بانتهاك الحقوق وأساسها الانسان .
الوحدة والحرية والعدالة تتحقق من خلال ارادة شعب يمارس حقوقه الدستورية لانتخاب قياداته ......في انتخابات ديمقراطية يمارس فيها حقه المشروع دون أدني موانع ....أو عوائق .....ليقول كلمته الفصل ..... وليحدد مفرداته وكلماته التي يحب ترديدها واشاعتها والذي سيعمل على شطب الكثير من المفردات التي اساءت لنا ....وحتى نحافظ على أبنائنا وأحبتنا وفلذات اكبادنا رحمة بهم وحتى يمكن أن نرحم ..... برحمة العلي القدير .
الكاتب : وفيق زنداح